السبت 31 مايو 2025

طبيب الهلال

كيف يتعامل مريض السكرى أثناء رحلة الحج؟.. استشاري يوضح الإجراءات الطبية الضرورية

  • 30-5-2025 | 10:16

نصائح لمريض السكري في الحج

طباعة
  • إيمان عبد الرحمن

 

يعد الحج فريضة عظيمة وركنًا من أركان الإسلام، لكنه يتطلب جهدًا بدنيًا كبيرًا قد يشكّل تحديًا خاصًا لمرضى السكري، لا سيما في ظل التغيرات المناخية، والإجهاد الجسدي، والمشي الطويل، وتغير مواعيد ونوعية الطعام. لذا، من الضروري أن يكون مريض السكري مستعدًا بشكل جيد من الناحيتين الطبية والنفسية قبل أداء المناسك وأثناءها، خصوصًا خلال التصعيد إلى عرفات، حيث تزداد عوامل الإجهاد والضغط البدني.

وفي هذا السياق، يوضح الأستاذ الدكتور أحمد عبدربه عبدربه محمد، أستاذ مساعد بمعهد البحوث الطبية والدراسات الإكلينيكية بالمركز القومي للبحوث، أهم النصائح التي يجب أن يتبعها الحاج مريض السكري لضمان سلامته خلال موسم الحج.

ينبغي على المريض مراجعة طبيبه المختص قبل السفر بشهر على الأقل، حيث يقوم الطبيب بتقييم حالته الصحية العامة، ومدى قدرته على أداء المناسك، وضبط مستوى السكر في الدم، وتعديل الجرعات العلاجية إذا لزم الأمر. كما ينبغي الحصول على التطعيمات الإلزامية مثل تطعيم الإنفلونزا والتهاب السحايا، وذلك لحماية الحاج من العدوى التي قد تنتقل بسهولة في موسم الحج. ويُفضَّل تجهيز حقيبة طبية تحتوي على أدوية السكري سواء كانت أقراصًا أو إنسولين، بالإضافة إلى أدوية الأمراض المزمنة الأخرى مثل الضغط أو الكوليسترول أو القلب، وكذلك جهاز قياس السكر مع كمية كافية من الشرائط، وأدوات الوخز، وبطارية احتياطية للجهاز، وكحول طبي أو مناديل معقمة لتنظيف موضع الوخز، ووجبات خفيفة غنية بالسكريات مثل التمر أو العصير لاستخدامها في حالة انخفاض السكر، إلى جانب بطاقة تعريف طبية تفيد بأن الشخص مريض سكري ونوع العلاج الذي يتلقاه.

عند الصعود إلى عرفات، يُوصى بارتداء حذاء طبي مريح لحماية القدمين من الجروح، وذلك للوقاية من مضاعفات القدم السكرية، مع ارتداء جوارب قطنية ناعمة للسيدات، وتغييرها بانتظام للحفاظ على جفاف القدمين. ويُفضل استخدام مظلة صغيرة للحماية من أشعة الشمس المباشرة وضربات الحرارة، وارتداء كمامة للحد من خطر العدوى والغبار. كما يجب استخدام كريم مرطب أو فازلين للحفاظ على نعومة الجلد ومنع التشققات، خصوصًا في القدمين، مع حمل مطهر مثل البيتادين وشاش ولاصق طبي لعلاج أي جروح أو خدوش صغيرة فور حدوثها.

ينبغي الحرص على شرب كميات كافية من المياه باستمرار لتفادي الجفاف أثناء المشي الطويل تحت أشعة الشمس، ويمكن استخدام زجاجة ماء قابلة لإعادة التعبئة، حيث تتوفر نقاط مياه مبردة (كولديرات) على امتداد الطريق تفصل بينها مسافات قصيرة. كما يُنصح بعدم التردد في استخدام وسائل النقل المتاحة داخل المشاعر إذا كان المشي يمثل مجهودًا زائدًا قد يؤثر سلبًا على الحالة الصحية.

من المهم قياس نسبة السكر في الدم عدة مرات يوميًا، خاصة قبل وبعد أداء الطواف والسعي. وإذا لاحظ الحاج انخفاضًا في مستوى السكر عن المعدل الطبيعي، أي أقل من 80 ملغم/ديسيلتر، أو شعر بأعراض مثل الدوخة أو التعب، فعليه تناول وجبة خفيفة تحتوي على سكريات طبيعية مثل التمر أو العصير. أما في حال انخفاض السكر إلى أقل من 50 ملغم/ديسيلتر، فقد يتعرض المريض لحالة إغماء، وهنا يجب على المرافقين له رفع قدميه إلى الأعلى بزاوية قائمة أثناء استلقائه على ظهره، مع رفع رأسه قليلاً، وإعطائه عصيرًا غنيًا بالسكر فورًا. وعند استعادته للوعي، يجب التوجه به مباشرة إلى أقرب مركز صحي، حيث تتوافر مراكز طبية على امتداد الطريق إلى عرفات لتقديم الدعم والإسعافات اللازمة.

الاكثر قراءة