لا يزال الجدل مثارًا حول الأسباب التي أدت إلى نشوب العاصفة القوية التي ضربت سواحل البلاد الشمالية، لا سيما الإسكندرية، دون سابق إنذار، مما تسبب في نشر الذعر بين المواطنين.
بدوره، أكد الدكتور تحسين شعلة، خبير البيئة والمناخ، أن التغيرات المناخية تُعَد جزءًا لا يتجزأ من أي خلل في المناخ أو البيئة بصورة عامة خلال الفترة القادمة.
وأضاف في حديثه لـ"دار الهلال" أن ما حدث في محافظة الإسكندرية يمكن وصفه بأكثر من شيء، خاصةً أننا في فصل الربيع المعروف بتقلباته الجوية.
وأوضح أن ما حدث في الإسكندرية هو عبارة عن مجموعة من الرياح أدت إلى تجمع سُحب بسيطة، مما أدى إلى تكوُّن سُحب ركامية يصل ارتفاعها إلى نحو 10 كيلومترات فوق سطح الأرض.
وأشار إلى أن هذه السحب الركامية تتكوَّن من جزءين؛ إذ إن ارتفاع بخار الماء إلى طبقات الجو العليا يؤدي إلى تكوُّن كُتل ثلجية في قاعدة السحب، بينما يتشكّل في القمة البَرَد، والذي سقط في الإسكندرية بأحجام مختلفة.
ولفت إلى أن هناك تبادلاً يحدث بين مكوّنات السحب الركامية، حيث يرتفع الثلج إلى الطبقات العليا، بينما ينزل البرد إلى الطبقات السفلى.
وبيّن أن هذا يؤدي إلى حدوث شحنة تصطدم بسطح الغلاف الجوي، مما يتسبب في حدوث الرعد والبرق، مؤكدًا أن هذا تحديدًا ما حدث في الإسكندرية.
وكشف أن المناطق الساحلية ستشهد نفس الظاهرة خلال الفترة القادمة، خاصة في فترة التقلبات المعروفة باضطراب الظروف المناخية.
تطرُّف مناخي
وأوضح الدكتور شعلة أن الحقيقة هي أننا نُعاني من تطرُّف مناخي لدرجة أن هيئة الأرصاد الجوية لم تعد قادرة على التنبؤ بحالة الطقس خلال 24 ساعة، إذ تشهد درجات الحرارة خللًا ملحوظًا على مدار اليوم.
وأشار إلى أن هذا الخلل ظهر بوضوح في حرائق الغابات التي اندلعت في الولايات المتحدة، والتي نشأت نتيجة رياح جافة وباردة قادمة من كندا، التقت بهواء رطب ودافئ قادم من جهة خليج المكسيك، مما أدى إلى تكوُّن إعصار بقوة مدمّرة تسبب في انتقال الحرائق من الأراضي الكندية إلى الأراضي الأمريكية.
وأضاف أن هذا الخلل المناخي سنعاني منه لفترة طويلة جدًا، وذلك وفقًا للطبيعة الجغرافية للمكان.
هل ستغرق الإسكندرية؟
وفيما يتعلق بما تداوله رواد منصات التواصل الاجتماعي من مزاعم تشير إلى أن الإسكندرية ستغرق، نفى خبير البيئة والمناخ صحة ذلك، مشيرًا إلى أن ما يحدث هو أمر طبيعي نتيجة الانتقال من فصل الشتاء إلى فصل الصيف.