كشفت دراسة جديدة أن الأنهار الجليدية أكثر عرضة للتغير المناخي مما كان يُعتقد سابقًا، لافتة إلى أن 75% من كتلتها قد تختفي في القرون المقبلة إذا لم يتغير شيء، وهو ذوبان ستكون له عواقب وخيمة.
وأكدت الدراسة على أهمية الأنهار الجليدية العملاقة في تنظيم المناخ، مشيرة إلى أنها تؤدي دورًا محوريًا في توفير المياه العذبة لمليارات البشر.
غير أن ذوبانها الذي يُغذّيه ارتفاع درجات الحرارة العالمية الناجم عن الأنشطة البشرية، يُعرّض هذه الموارد للخطر، ويُفاقم ارتفاع مستوى سطح البحر، مُهدّدًا بذلك عددًا كبيرًا من السكان.
تُقدّم الدراسة التي أجراها نحو عشرين عالمًا دوليًا ونُشرت نتائجها في مجلة «ساينس»، الرؤية الأكثر تفصيلًا حتى الآن للمخاطر المُرتبطة بذلك.
وبيّن هذا التحليل الذي أُجري باستخدام 8 نماذج مناخية أن ذوبان الأنهار الجليدية العالمية سيكون أكبر بكثير من المتوقع على المدى الطويل، لا سيما إذا بقي العالم على مساره الحالي في الاحترار المناخي، مع خسارة تُقدّر بنحو 75% من كميات الجليد الحالية.
غير أن هذه التوقعات القاتمة للغاية تترافق مع «رسالة أمل»، على ما أكّد أحد المشاركين في إعداد الدراسة، عالم الجليد هاري زيكولاري من جامعة بروكسل الحرة في بلجيكا، لوكالة فرانس برس.
ويوضح زيكولاري أنه إذا تمكّنت البشرية من حصر الاحترار المناخي عند عتبة درجة مئوية ونصف درجة مقارنة بمعدلات الحرارة في عصر ما قبل الصناعة، وهو ما تنص عليه اتفاقية باريس المناخية، فسيتم الحفاظ على أكثر من نصف الكتلة الحالية للأنهار الجليدية، وفق توقعات معدّي الدراسة.
وبحسب المجتمع العلمي، ارتفعت درجة حرارة العالم بما لا يقل عن 1,2 درجة مئوية، وقد يصل الارتفاع إلى 2,7 درجة مئوية بحلول عام 2100 في ظل سياسات المناخ الحالية.
وفقدت الأنهار الجليدية المنتشرة في مختلف أنحاء العالم ما يقرب من 5% من حجمها منذ بداية القرن، مع تفاوتات إقليمية كبيرة: من تراجع بنسبة 2% في أنتاركتيكا إلى انحسار 40% في جبال الألب.