قال نائب وزير الصحة والسكان الدكتور عمرو قنديل إن إعلان منظمة الصحة العالمية أن مصر أصبحت أول دولة في إقليم شرق المتوسط تحقق السيطرة على الالتهاب الكبدي الفيروسي "بي" وفقًا للمعايير العالمية، يرجع إلى خطط استراتيجية شاملة اعتمدتها الوزارة بدعم حكومي وتنسيق مع مؤسسات دولية مثل: اليونيسف والمركز الإفريقي لمكافحة العدوى.
جاء ذلك في كلمة نائب وزير الصحة خلال الاحتفالية التي عقدت اليوم الاثنين، بحضور الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة، والدكتورة حنان حسن بلخي المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، والدكتور علي الغمراوي رئيس هيئة الدواء المصرية، والدكتور هشام ستيت رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد، والدكتور أحمد طه رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية.
وأشار قنديل إلى نجاح مصر في القضاء على أمراض مثل: التيتانوس الوليدي والدفتيريا وشلل الأطفال، مرجعًا ذلك إلى البرنامج الموسع للتطعيمات الذي بدأ عام 1984، والذي يُعد أحد أهم برامج الصحة العامة في المنطقة.
وأضاف "أننا نواصل العمل على توفير تطعيمات آمنة وفعالة تشمل جميع الأطفال المصريين وغير المصريين المقيمين، مع اعتماد التحول الرقمي وإلغاء السجلات الورقية منذ عام 2023، وإرسال أكثر من 2.5 مليون رسالة تذكيرية شهريًا للأهالي بمواعيد تطعيم أطفالهم".
ولفت إلى إدراج "جرعة الميلاد" كجزء من جدول التطعيمات الروتينية، تُعطى خلال أول 24 ساعة من عمر الطفل، ما يُعزز من الحماية المبكرة ضد الأمراض الفيروسية.
وأوضح أن التطعيم ضد الفيروسات الكبدية يشمل جميع أفراد الفريق الطبي بنسبة تغطية بلغت 95%، كما يتم توفير التطعيم للمتعافين من فيروس سي، وهو ما يعزز الحماية المجتمعية بشكل علمي مستدام.
من جانبه، كشف رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد الدكتور هشام ستيت عن انطلاق استراتيجية توطين صناعة اللقاحات رسميًا في نوفمبر 2024، بالتعاون مع المركز الإفريقي لمكافحة العدوى، وقد تم توقيع 21 اتفاقية لنقل التكنولوجيا مع 10 شركات عالمية لإنتاج اللقاحات بما في ذلك لقاح فيروس B، لتغطية الاحتياجات المحلية المقدرة بـ2 مليون جرعة سنويًا.
وأضاف أن الهيئة تعمل على تطوير منظومة الكشف المبكر، حيث تم تزويد 92 مستشفى محليًا بأجهزة الكشف عن الفيروسات، بالتوازي مع تطوير سلاسل التبريد واللوجستيات المرتبطة بالتطعيمات لضمان فعاليتها.
وبدورها..ثمن ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر الدكتور نعمة سعيد عابد الأداء المصري، معتبرًا أن ما تحقق في مجال السيطرة على الالتهاب الكبدي "يُعد نموذجًا يُحتذى به إقليميًا وعالميًا".
وأشار إلى أن مصر كانت السباقة في تنفيذ توصيات منظمة الصحة العالمية لعام 2023 التي تنص على اعتماد حملات قومية شاملة، مدعومة سياسيًا، تستند إلى بيانات دقيقة، وتضمن وصول اللقاح للفئات الأكثر عرضة، مؤكدًا أن هذا الإنجاز جاء نتيجة تضافر الجهود بين إرادة سياسية واضحة وتمويل مستدام، وشراكات قوية مع منظمات مثل اليونيسف.
ووفقًا للهيئة المصرية للشراء الموحد، فإن عام 2025 سيشهد إطلاق منظومة تتبع دوائي شاملة تُعنى بالرقابة على استخدام الأدوية وترشيد الاستهلاك ، وتُعد هذه الخطوة جزءًا من خطة أكبر لتطوير صناعات بيولوجية مصرية متقدمة تعتمد على نقل التكنولوجيا الحديثة وتدريب الكوادر الوطنية.
ووفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2024، فإن السيطرة على الالتهاب الكبدي B تتطلب تغطية تطعيم تتجاوز 90% بين الأطفال وحديثي الولادة، إضافة إلى فحص الأمهات أثناء الحمل.
يشار إلى أن التقرير السنوي لوزارة الصحة لعام 2023 أظهر أن تغطية التطعيمات الأساسية في مصر تجاوزت 96%، وهي من أعلى النسب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.