الأحد 8 يونيو 2025

ثقافة

حفرة بعمق 5 أمتار ونفق أفقي 9 متر.. قصر ثقافة الأقصر يتحول لمسرح لتنقيب غير مشروع عن الآثار

  • 2-6-2025 | 13:21

وزير الثقافة يتابع الحادث

طباعة
  • همت مصطفى

في مدينة الأقصر، حيث تتنفس الأرض حضارة ويضرب التاريخ بجذوره في كل ركن، شهد قصر ثقافة الطفل واقعة غريبة أثارت تساؤلات عديدة حول سلامة المنشآت الثقافية ودورها الحقيقي، بعد العثور على حفرة عميقة ونفق يمتد تحت المبنى، ما فتح الباب أمام شبهة التنقيب غير المشروع عن الآثار.

 وجاء ذلك في واقعة أثارت جدلًا واسعًا، في الأوساط الثقافية والفكرية وفي الشارع المصري أمس، وهي تحوّل قصر ثقافة الطفل بمدينة الأقصر، والذي يمثل أحد رموز الإشعاع الثقافي في صعيد مصر، إلى مركز لتحقيقات موسعة بعد اكتشاف حفرة عميقة و نفق يمتد لعدة أمتار أسفله، يُشتبه في استخدامهما لأغراض التنقيب غير القانوني عن الآثار.

 خيوط القصة وبداية الحدث 
بدأت خيوط القصة بالظهور ولاحت  تفاصيل الحادثة عندما لاحظ العاملون بالقصر هبوطًا أرضيًا مفاجئًا داخل إحدى الغرف،  وبعض الأهالي، ما دفعهم لإبلاغ السلطات المختصة،  وبعد المعاينة، تم اكتشاف حفرة بعمق 5 أمتار ونفق أفقي، مما أثار الشكوك حول وجود أعمال تنقيب غير مشروعة  محاولة لاستخراج آثار من باطن الأرض، وهي جريمة تتكرر في مدينة تُعد من أغنى مدن العالم بالكنوز الأثرية، 

تقرير اللجنة الأثرية

 وفي نفس السياق  أكد تقرير اللجنة الأثرية الثلاثية بمحافظة الأقصر، والتي قامت بفحص موقع البلاغ بوجود تنقيب عن الآثار أسفل قصر ثقافة الطفل بوسط مدينة الأقصر، 3 مرات ليلة يوم الجمعة مساء ويومي السبت والأحد، أن تلك الحفر التي رصدت بشكل حرف (L) بعمق 5 أمتار ونفق بطول 9 أمتار أسفل المنازل المجاورة حتى هبوط الأرضي بالشارع، تؤكد أن الواقعة عبارة عن تنقيب عن الآثار وليس اشتباها.، ويذكر أن هذا التنقيب ناحية طريق الكباش.

أدى ذلك إلى تحرك رسمي عاجل، شمل تشكيل لجان فنية لفحص الموقع، وفتح تحقيقات إدارية موسعة طالت مسؤولين عن القصر والمنطقة الثقافية المحيطة، وتباينت الآراء حول ما إذا كانت هذه الواقعة نتيجة إهمال إداري أو تواطؤ متعمد، في حين طُرحت تساؤلات أوسع عن غياب الرقابة على منشآت ثقافية يفترض أن تكون رموزًا للحماية والوعي.

وتأتي هذه الحادثة في وقت تتجه فيه الدولة لتطوير البنية التحتية للمنشآت الثقافية، لكنها تكشف أيضًا الحاجة إلى تعزيز الرقابة الداخلية والحفاظ على الدور التنويري الحقيقي لتلك المؤسسات، بعيدًا عن أي شبهات أو استغلال يخون رسالتها.

تحقيقات النيابة العامة بالأقصر 

 وباشرت النيابة العامة بالأقصر  التحقيقات فور حدوث ذلك وبعد اطلاع وزير الثقافة على الموقع،  حيث استمعت لأقوال لجنة من خبراء الآثار الذين أكدوا أن طبيعة الحفر لا تتعلق بأي أعمال ترميمية أو إنشائية مشروعة، بل تشير إلى محاولة لاستخراج آثار

  وتواصل النيابة العامة تحقيقاتها المكثفة في الواقعة، حيث تستمع إلى أقوال عدد من المسؤولين المعنيين، من بينهم رئيس إقليم جنوب الصعيد الثقافي السابق، والمدير العام الحالي للإقليم، ومدير فرع الأقصر، إضافة إلى مسؤولي الإدارة الهندسية، والمكتب الفني، وقسم الصيانة، وتشمل التحقيقات مديري قصر ثقافة الأقصر وبيت ثقافة الطفل، ومسؤول الأمن بفرع الأقصر، إلى جانب ممثلي شركة المقاولات التي تقدمت بعرض لتطوير القصر دون مقابل، مقابل وضع لافتة دعائية باسمها على واجهة المبنى للترويج لأعمالها في مشروعات قصور الثقافة.  

متابعة وفحص وزير الثقافة  للحادث 

 ومن جهته أعرب  الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، عن استيائه الشديد من الواقعة، مؤكدًا عدم التهاون مع أي تقصير أو تواطؤ، وأمر بإحالة عدد من المسؤولين في إقليم جنوب الصعيد الثقافي إلى التحقيق، بمن فيهم مديرو القصر ومسؤولو الصيانة والأمن .

 خطة تطوير البنية التحتية

وتأتي هذه الحادثة في وقت تخضع فيه قصور الثقافة بالأقصر لأعمال ترميم ورفع كفاءة ضمن خطة تطوير البنية التحتية للمنشآت الثقافية، مما يسلط الضوء على أهمية تعزيز الرقابة والمتابعة لضمان حماية التراث الثقافي من أي انتهاكات .
 

تُعد هذه الواقعة جرس إنذار للجهات المعنية بضرورة تشديد الإجراءات الأمنية والرقابية على المواقع الثقافية والأثرية، لضمان عدم استغلالها في أنشطة غير قانونية تهدد التراث الحضاري المصري.

أعمال الحفر  بجوار قصر ثقافة الطفل بالأقصر 

أعمال الحفر  في  قصر ثقافة الطفل بالأقصر 

أعمال الحفر  في  قصر ثقافة الطفل بالأقصر 

أعمال الحفر  في  قصر ثقافة الطفل بالأقصر 

وزير الثقافة يتابع  ويفحص الحفر في  قصر ثقافة الطفل بالأقصر 

الاكثر قراءة