تُعد قصيدة «دموع جفون ما يجفّ لها غرب»، للشاعر وجيه الدولة الحمداني، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، والتي حفظها العرب، وتناقلوها فيما بينهم.
ويعرف «وجيه الدولة الحمداني» كأحد أبرز الشعراء في العصر العباسي، الذين كتبوا قصائد تميزت بالغزل والمدح والفخر، وعلى رأسها قصيدة «دموع جفون ما يجفّ لها غرب».
وتعتبر قصيدة «دموع جفون ما يجفّ لها غرب»، من أبرز ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 21 بيتًا، علاوة على تميز شعر وجيه الدولة الحمداني، بسلاسة الألفاظ وسهولة المعاني وصدق العاطفة كما جاء بالقصيدة.
واليكم القصيدة
دموع جفون ما يجفّ لها غرب
وحسرة قلب ما يحل به وجب
وزفرة محزون كأن ضرامها
لفيحة جمر في الجوانح ما يخبو
يضلّ بها ذو الوجد عن سبل الهوى
وينفس عن نهج الغرام بها الصبّ
وما لوعة المفجوع يفجعه العلا
كما لوعة المفجوع يفجعه الحبّ
اينعى ابن حسّان فتى الأرض كلها
فكيف وما دكت على ظهرها الهضب
ولا صوّح النبت النضير نباته
ولا غاض من ينبوعه البارد العذب
ولا كسفت شمس النهار فأظلمت
ولا طمست في الأبرج الأنجم الشهب
فخاب بنو الآمال بعد نجاحهم
وضاق عليهم بعدك المطلب الرحب
وكانوا بنعمى منك في حلم الكرى
فناداهم فقد السماح الا هبّوا
وكانت بك الدنيا خصيبا جنابها
فقد اصبحت قد عمّ اقطارها الجدب
لقد جل قدر الترب بعدك واعتلى
به شرف اذ ضمّ أوصالك الترب
فهل ككتاب فيه ذكر نعيّه
به كسدت للوقت في سوقها الكتب
وما الكتب والآداب تكسد وحدها
بل المرهفات البيض والضمر والقبّ
وما يومه تشقى به العجم وحدها
ولكنّما يشقى به العجم والعرب
ولا الفقد منه يوحش الشرق وحده
ولكن له يستوحش الشرق والغرب
أردّ على قلبي يدي عند ذكره
ومن اين لي من بعد مهلكه قلب
بكاك أخ لم تدنه منك نسبة
ولا عشرة ولا لقاء ولا قرب
سوى نسب بالودّ أدنى عروقه
فوشّجها ما بيننا الفضل واللّب
فدونكما لم يحب أربد مثلها
لبيد ولم يقدر على مثلها كعب
عجيبة نظم ليس يدخل ربّها
إذا عجب الأقوام من حسنها عجب
وما ضرّها ان لا تكون طويلة
وفيها لذي لب إذا انشدت حسب