في ظل التصعيد العسكري المتواصل بين إيران وإسرائيل، وما يشهده المشهد من ضربات جوية وتهديدات متبادلة، يبدو أن العالم سيدخل حرب إقليمية واسعة، هذا التوتر المشتعل ليس غريب على الشاشة، إذ سبق أن تناولته الأعمال الدرامية العالمية، سواء في السينما أو التلفزيون، في مشاهد بدت وكأنها تنبأت بما يحدث اليوم.
والتساؤل هنا: هل الفن يستوحي أحداثه من الواقع، أم أن الواقع بات يجسد سيناريوهات كتبتها الدراما منذ سنوات؟
من أبرز الأمثلة على ذلك فيلم Argo الذي طُرح عام 2012، من إخراج وبطولة بن أفليك، والذي استلهم أحداثه من أزمة الرهائن الأمريكيين في طهران عام 1979م.
وقدم الفيلم صورة لإيران كدولة خارجة عن السيطرة، يظهر فيها الصراع السياسي والديني كعنصر تصادمي مع الغرب، ورغم استناده إلى وقائع تاريخية، إلا أن إسقاطاته على الحاضر كانت واضحة في ظل التوترات الراهنة.
أما مسلسل Tehran، الذي بدأ عرضه عام 2020 عبر منصة Apple TV، فيقدم رواية معاكسة، حيث يصوّر إسرائيل كدولة صاحبة تفوق استخباراتي، عبر قصة عميلة موساد تتسلل إلى العاصمة الإيرانية بهدف تعطيل برنامجها النووي. المسلسل، الذي امتد لثلاثة مواسم آخرها عُرض في يناير الماضي، يعكس بشكل درامي المواجهات الإلكترونية وعمليات التجسس المعاصرة بين الطرفين.
كذلك يعد مسلسل Homeland، الذي عرض بين عامي 2011 و2020، أحد أبرز الأعمال التي تناولت إيران ضمن إطار تهديدات الأمن العالمي. تميز العمل، الحاصل على عدة جوائز "إيمي"، بتصوير الحرس الثوري الإيراني كقوة خطيرة ذات نفوذ واسع، بينما بدت الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية والإسرائيلية في حالة استنفار دائم.
بهذه الأعمال وغيرها، باتت الدراما مرآة للواقع، ترصد توتراته وتعكس تعقيداته، حتى أن المتابع للأحداث السياسية اليوم قد يشعر وكأنه يشاهد حلقة جديدة من مسلسل مألوف، كتبت مشاهده من قبل على الشاشة.