رفض وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، اليوم /الإثنين/، الإفصاح عما إذا كانت المملكة المتحدة قد دعمت الضربات الجوية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، أو ما إذا كانت هذه الضربات قانونية بموجب القانون الدولي.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن لامي تجنّب مرارًا في أول مقابلة صحفية منذ تنفيذ الولايات المتحدة ضربات عسكرية على ثلاث منشآت نووية في إيران، يوم السبت، الإجابة بشكل مباشر، مؤكدًا أن التركيز في كل مناقشاته مع البيت الأبيض كان منصبًا على الأهداف العسكرية فقط.
ورغم قوله إن الضربات "ربما أخّرت البرنامج النووي الإيراني لعدة سنوات"، أشار لامي إلى أن إيران ما زالت تمتلك مخزونًا من اليورانيوم عالي التخصيب، مؤكدًا أن طهران تواصل انتهاك التزاماتها بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%.
ورفض لامي الإجابة ثلاث مرات متتالية عن سؤال حول مدى قانونية الضربات الأمريكية، قائلاً إن "هذا سؤال يجب توجيهه إلى واشنطن"، كما امتنع عن الخوض في مدى توافق الضربات مع المادتين 2 و51 من ميثاق الأمم المتحدة اللتين تنظمان استخدام القوة العسكرية في حالات الدفاع عن النفس.
ونفى مكتب الخارجية البريطاني تقارير إيرانية أفادت بأن لامي أعرب عن أسفه للهجمات الأمريكية خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أمس /الأحد/.
وفي إشارة إلى محادثات صعبة جرت في جنيف، يوم /الجمعة/، بين إيران ودول أوروبية من بينها فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، قال لامي: "لا تزال هناك فرصة أمام إيران للتراجع، والجميع يحث طهران على العودة إلى طاولة المفاوضات".
وأكد لامي، أن إيران يمكن أن تمتلك برنامجًا نوويًا مدنيًا يخضع للمراقبة الدولية، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% أمر غير مقبول. ولم يوضح ما إذا كانت بريطانيا تؤيد شرط الولايات المتحدة بوقف التخصيب بالكامل، أم أنها تفضل العودة إلى سقف التخصيب المنصوص عليه في الاتفاق النووي لعام 2015، والمحدد بنسبة 3.67%.
كما رفض لامي تأييد تقييم استخباراتي أمريكي يشير إلى أن إيران تقترب من إنتاج سلاح نووي، مشيرًا إلى أنه يعتمد في مواقفه على تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي أكدت مؤخرًا عدم وجود أدلة على سعي إيران لتطوير قنبلة نووية.
وفي تعليقه على منشورات حديثة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدعو إلى "تغيير النظام" في إيران، قال لامي: "أدرك وجود نقاش حول تغيير النظام، لكن هذا ليس ما يتم النظر فيه حاليًا"، مضيفًا أن التحركات الحالية "تستهدف القدرات النووية الإيرانية فقط".
ورفض وزير الخارجية البريطاني أيضًا التعليق على انتقادات من رئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلدت، الذي قال إن تردد القادة الأوروبيين في انتقاد الضربات الأمريكية يُضعف موقفهم الأخلاقي بشأن تدخل روسيا عسكريا في أوكرانيا. ورد لامي بالقول: "لا توجد مقارنة أخلاقية بين التدخل العسكري في دولة ذات سيادة، وبين الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة تجاه إيران".