تحل اليوم، الثلاثاء الموافق 24 يونيو، الذكرى الثالثة عشرة لوفاة الفنان الكبير يوسف داوود، أحد أبرز الوجوه التي حفرت اسمها في ذاكرة الفن المصري بفضل حضوره المختلف، وصوته المميز، وأسلوبه الفريد في الأداء، خاصة في الأدوار الكوميدية التي جسدها بذكاء فني نادر.
ورغم أن دخوله إلى عالم التمثيل جاء متأخرًا، وهو يقترب من عامه الخمسين، إلا أن يوسف داوود تمكن في وقت قصير من أن يصبح واحدًا من أكثر الفنانين تأثيرًا وطلبًا، حتى لُقّب عن جدارة من قِبَل النقاد بـ"مهندس الكوميديا"، في إشارة إلى خلفيته المهنية في الهندسة، وتحوّله المتقن إلى عالم الفن.
ولد يوسف داوود في 10 مارس عام 1938 بمحافظة الإسكندرية، وتخرج في كلية الهندسة عام 1960. وعلى مدار نحو 25 عامًا، عمل في مجاله الهندسي، قبل أن يتخذ القرار المصيري بالتحول إلى التمثيل، مدفوعًا بشغف حقيقي تجاه الفن.
لم يكن قراره سهلاً، ولم يكن الطريق ممهدًا، لكنه أثبت أن الموهبة لا تحدها السن، وأن الحضور لا يصنعه الوقت بل الصدق في الأداء.
انطلق يوسف داوود في عالم الفن بقوة، وشارك في عدد كبير من الأعمال السينمائية والمسرحية والتلفزيونية التي شكلت جزءًا من ذاكرة الجمهور العربي. ومن أبرز أدواره التي رسخت في الأذهان شخصية "زمباوي" في مسرحية "الزعيم" أمام النجم عادل إمام، وهي المسرحية التي رسخت علاقة صداقة قوية بين النجمين، حيث حرص الزعيم على التعاون معه في عدد من الأعمال بعد ذلك، إيمانًا بموهبته الفريدة.
من ضمن الأعمال سينمائية وتلفزيونية التي شارك فيها يوسف:
حنفي الأبهة، بخيت وعديلة ،حلّق حوش،عسل أسود،عمارة يعقوبيان
أما على صعيد الدراما، فقد قدّم أدوارًا مهمة في مسلسلات شهيرة مثل:
رأفت الهجان،السيرة الهلالية ،فارس بلا جواد
استطاع من خلال هذه الأعمال أن يترك بصمته الواضحة في كل شخصية أداها، مهما كان حجم الدور، مستفيدًا من أدواته الفنية: صوته الجهوري، وحضوره القوي، ونظرته الساخرة التي تحمل عمقًا خلف الضحكة.
في مثل هذا اليوم من عام 2012، رحل يوسف داوود عن عالمنا عن عمر ناهز 74 عامًا، بعد أن قدّم ما يزيد عن 150 عملًا فنيًا، بين المسرح والسينما والتليفزيون. وعلى الرغم من أنه لم يكن نجم الشباك الأول، إلا أن حضوره كان دائمًا لافتًا، وجمهوره لم يتوقف يومًا عن استعادته بمحبّة وحنين.