الخميس 26 يونيو 2025

ثقافة

جورج أورويل.. عبقرية الأدب البريطاني ومرآة عصره

  • 25-6-2025 | 18:55

جورج أورويل

طباعة
  • دعاء برعي

يعد الصحفي والروائي البريطاني جورج أورويل الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم 25 يونيو كاتبًا استثنائيًا، حققت أعماله الأدبية انتشارًا واسعًا في العالم، وتصدرت الأعلى مبيعًا في القرن العشرين، ويعد أبرز هذه الأعمال روايته "الديستوبي" في 1949، وروايته "مزرعة الحيوان" في 1945م، وكان كتابه تحية لكتالونيا في عام 1938 ضمن رصيد خبراته في الحرب الأهلية الإسبانية.

كان أوريل أعظم كاتب بريطاني، ووضعته صحيفة التايمز في 2008 في المرتبة الثانية لقائمة "أعظم 50 كاتب بريطاني منذ 1945، وليس هذا بكثير على أديب عشق الكتابة بشتى أنواعها وصورها، بداية من عمله الصحفي وكتاباته للمقالات ومرورًا بكتابته للرواية، ثم كتابته للنقد الأدبي، والشعر الخيالي، وقد اشتهر بالوضوح والذكاء وخفة الدم والتحذير من غياب العدالة الاجتماعية وإيمانه بالاشتراكية الديموقراطية.

نشأته وتعليمه

ولد جورج أورويل يوم 25 من يونيو عام 1903 في موتيهاري بالبنغال بالهند، إبان احتلال بريطانيا لها، واسمه الحقيقي "إريك آرثر بلير"، عمل أبوه موظفـًا بسيطـًا بالخدمة المدنية في الهند، وأمه من أصل فرنسي، عاش جزء صغير من حياته في في الهند البريطانية، ولكنه ما لبث أن عاد أبواه إلى إنجلترا، والتحق وهو في سن الثامنة بمدرسة داخلية على ساحل ساكس جنوب شرق إنجلترا.

ولنبوغ أورويل في الدراسة؛ حصل على منحة للدراسة في مدرستين مرموقتين، هم: "ويليجنتون، وإيتون"، فاختار في البداية أن يدرس في "ويلينجتون" ولكنه قرر تركها فيما بعد، والتحق بمدرسة "إيتون" ودرس فيه قرابة الأربع سنوات من عام1917 حتى العام 1921.

سافر إلى بورما وهو في التسعة عشر من عمره عام 1922م، وعمل هناك مساعد مشرف لدى الشرطة الإمبراطورية في الهند.

وقد تغير موقف أورويل وهو في بورما، فبعدما رأى من عنصرية وظلم من السلطات الإمبراطورية للأهالي بورما وسكانها؛ قرر أوائل شهر يناير أن يقدم استقالته من الشرطة الإمبراطورية، فعاد إلى لندن وعاش في جانبها الشرقي عيشة الفقراء والمحتاجين، ثم عمل نادل بفنادق باريس، يقدم الطلبات لنزلاء المطاعم ويغسل الصحون، وغيرها من الأمور، ثم عمل مدرسـًا بثانوية "هاوثورن" عام1932، وتعد مدرسةً تحضيرية للبنين في مقاطعة "هايس" غرب لندن

ورفض أورويل الالتحاق بالخدمة العسكرية بالبريطانية إبان الحرب العالمية الثانية والتي استمرت من 1سبتمبر 1939، إلى 2 سبتمبر 1945، وعوضـًا عنها تولى رئاسة الخدمة الهندية للإذاعة البريطانية "BBC" لمدة عامين من 1941 إلى 1943.

 حياته الأدبية

قبل شهرته كروائي، عمل أورويل صحفيًا، فكانت الصحافة هي منصته الأولى وكتب العديد من المقالات التي ناقش فيها قضايا الفقر، العدالة الاجتماعية، والاستعمار. كتابه "الطريق إلى ويجان بيير" يُعد شهادة حية على معاناة الطبقة العاملة في بريطانيا.

وكناقد أدبي كان أورويل طوال حياته وباستمرار يدعم نفسه، ككاتب يقضي وقتا طويلا في الكتابة باحتراف مما أثر في النقد الأدبي. ولم يكن مجرد ناقد عن بعد، بل عاش تجارب شخصية شكلت رؤيته. شارك في الحرب الأهلية الإسبانية مدافعًا عن قضايا الاشتراكية، وواجه النظام الشيوعي حين رأى زيفه. هذه التجارب جعلته ناقدًا لاذعًا لكل أشكال القمع، سواء أكان باسم الدين أو الأيديولوجيا أو الدولة.

 أعماله 

أمضى معظم حياته المهنية في كتابة المقالات والاعمدة في الصحف والمجلات وفي تأليف إصداراته من الكتب مثل كتابه نزولا إلى باريس وخروجا إلى لندن

ونشر كتابه مزرعة الحيوان في بريطانيا 1945 وبعدها بعام واحد نشر في الولايات المتحدة، في 26 أغسطس 1946، ولاقى صدى واسع لزمن ما بعد الحرب وبه عرف أورويل عالميًا وكانت راويته الخروج للهواء، الرواية الأخيرة لارويل التي كتبها قبل الحرب العالمية الثانية، وقد كانت أكثر رواياته إظهارا للثقافة والمظاهر الإنجليزية، حيث تختلط مظاهر الطفولة المثالية مع الحياة ثيم سايز لبطل الرواية جورج باولنج.

كما تأتي ضمن رواياته رواية أيام بورما، وابنة القسيس، كما يضم سرده الوثائقي روايات الانحطاط والتشرد في باريس ولندن، والطريق إلى رصيف ويجا، والحنين إلى كاتالونيا.

تُرجمت أعمال أورويل إلى عشرات اللغات، وتُدرس في المدارس والجامعات كجزء أساسي من فهم السياسة والإنسانية.

وفاته

عانى أورويل من مرض السل في وقت مبكر، وتُوفِيَ في 1950 ولم يبلغ حينها سوى السادسة والأربعين من العمر، ولا يزال إرثه حيًا في الثقافة العالمية.

الاكثر قراءة