سجل صافي رواتب المستهلكين في جنوب أفريقيا تراجعا نسبته 1.1 في المائة في مايو مقارنة بالشهر السابق عليه، مواصلا انخفاضه للشهر الثالث على التوالي، ما يعكس انخفاض القوة الشرائية للمواطنين تأثراً بضعف النمو الاقتصادي محلياً والمخاوف العالمية.
ونقلت وكالة "بلومبيرح" عن شركة الخدمات المصرفية "بانكسيرف أفريكا" قولها في بيان أصدرته في جوهانسبرج، إن شعور مواطني جنوب إفريقيا بالضائقة المالية للشهر الثالث على التوالي يعكس تداعيات تباطؤ الاقتصاد المحلي فضلاً عن تأثره الشديد بالتقلبات العالمية.
وكشفت الشركة، التي تتبع بياناتها الرواتب الشهرية لنحو 3.8 مليون شخص في جنوب إفريقيا، أن صافي الراتب الحقيقي الذي يحصل عليها مواطن جنوب أفريقيا بلغ في المتوسط 14 ألفاً و832 رانداً (بما يعادل نحو 833 دولاراً أمريكياً) في مايو الماضي، مقارنة بـ15 ألفاً و3 راندات في الشهر السابق له.
ولفتت "بانكسيرف أفريكا" إلى أن مستوى صافي رواتب المواطن في جنوب إفريقيا لم يصل إلى المستوى القياسي، 16 ألفاً و368 رانداً، الذي سُجل في فبراير 2021 بعد انتهاء جائحة "كوفيد-19".
وقالت الشركة المصرفية إن التراجع في صافي الرواتب يأتي على الرغم من حدوث زيادة نسبتها 5 في المائة في متوسط الرواتب على المستوى السنوي، وهو الأمر الذي يواصل دعمه للقوة الشرائية بالنسبة للعائلات الجنوب أفريقية. غير أن ركود النمو الاقتصادي في البلاد منذ مطلع عام 2025، واستمرار التداعيات العالمية يواصلان تأثيرهما على محفزات الاقتصاد.
وصرحت الخبيرة الاقتصادية المستقلة، إليزي كروجر، لوكالة بلومبيرج بأن "التوجه الصعودي لصافي الرواتب منذ منتصف 2024 وحتى مطلع 2025، تشير بحدوث تطور إيجابي بعد أعوام من النمو الضئيل. لكن الأشهر الأخيرة تعكس تراجعاً حاداً، إذ يبرهن 2025 على أنه عام للتقلبات حتى الآن."
قالت شركة "بانكسيرف أفريكا" إن المراجعات المتراجعة لكل من التموين المحلي والعالمي تلقي بتأثيراتها السلبية على مستويات الثقة وتعطل القرارات الاستثمارية، على نحو يضر بالنشاط الاقتصادي.
وترى الخبيرة الاقتصادية كروجر أنه إلى أن تبرز إشارات أكثر وضوحاً، فمن المتوقع أن يبادر كل من العائلات والمستثمرين بـ"شد الحزام" أكثر فأكثر.