واصلت أسعار الذهب العالمية تراجعها للأسبوع الثاني على التوالي، متأثرة بانحسار الإقبال على الملاذات الآمنة، مع تراجع التوترات الجيوسياسية وانتعاش أسواق الأسهم مع زيادة شهية المستثمرين للمخاطرة.
وهبط سعر الذهب الفوري بنحو 1.2% خلال تعاملات الأسبوع الماضي، ليستقر قرب مستوى 3,286 دولار للأوقية، في حين تراجعت عقود الذهب الأمريكية تسليم أغسطس بنسبة تقارب 3% لتنهي تداولات الأسبوع عند 3,286.10 دولار للأوقية.
ويأتي هذا التراجع في وقت تسجل فيه مؤشرات الأسهم الأمريكية، مستويات قياسية جديدة، ما يعكس إقبال المستثمرين على الأصول الأعلى مخاطرة، ويقلص الطلب على المعدن النفيس الذي كان قد استفاد في الأشهر الماضية من موجة صعود قوية دفعته إلى مستويات تاريخية.
ويرى محللون أن الأسواق بدأت تتجاهل علاوة المخاطر التي كانت قد أضافتها التوترات في الشرق الأوسط، خاصة بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، إضافة إلى مؤشرات على تهدئة في العلاقات بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين.
كما أسهمت قوة الدولار وارتفاع عوائد السندات الأمريكية في الضغط على الذهب، إذ يزيد ذلك من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول التي لا تعطي عوائد مثل الذهب، ما دفع بعض المستثمرين لجني الأرباح بعد الارتفاعات القياسية الأخيرة.
وينتظر المستثمرون حاليا بيانات التضخم الأمريكية المهمة، وفي مقدمتها مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي ، الذي قد يرسم ملامح توجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي المقبلة.
ويترقب السوق ما إذا كانت هذه البيانات ستعيد الزخم للذهب في حال ظهرت مؤشرات على استمرار الضغوط التضخمية أو تباطؤ محتمل في التشديد النقدي.
مع ذلك، يظل الأداء القريب للذهب ضعيفا في ظل تفاؤل الأسواق النسبي واستقرار الأوضاع الاقتصادية العالمية، ما يقلل من الحاجة إلى اللجوء إلى المعدن كملاذ آمن.