السبت 28 يونيو 2025

تحقيقات

بارقة أمل بشأن غزة.. ترامب يريد وقفًا دائمًا لإطلاق النار

  • 28-6-2025 | 14:17

قطاع غزة

طباعة
  • محمود غانم

ينتاب مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة حالة من الغموض، ففي الوقت الذي تتوالى فيه التصريحات الأمريكية العبرية مؤكدة أننا قد نشهد انفراجة قريبة في هذا السياق، يغيب أي تعليق رسمي من الجانب الفلسطيني المتمثل في حركة حماس، التي تخوض مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، بوساطة مصرية قطرية أمريكية، منذ أشهر طويلة.

بارقة أمل

أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس الجمعة، على إمكانية التوصل في وقت قريب إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة، الذي يشهد حرب إبادة إسرائيلية منذ حوالي 21 شهرًا.

جاء ذلك في تصريحات قال فيها إن "الوضع في غزة مروع، وأعتقد أن وقفًا لإطلاق النار سيتحقق خلال الأسبوع المقبل"، زاعمًا أنه تحدث مع بعض الأشخاص المنخرطين في هذا الموضوع.

ومنذ وقف الحرب الإسرائيلية الإيرانية منتصف الأسبوع الماضي، يروّج الرئيس الأمريكي إلى أن التوصل إلى اتفاق بشأن قطاع غزة أمرٌ بات وشيكًا، وهو حديث لا يحظى بمصداقية، خاصة أنه ثبت أكثر من مرة أن الولايات المتحدة لا تمارس ضغوطًا حقيقية على إسرائيل، التي تتمسك بمواصلة الحرب.

في غضون ذلك، قالت مجلة "نيوزويك" عن مصدر مطّلع، إن الرئيس ترامب يبذل قصارى جهده لإقناع الإسرائيليين بأن الوقت مناسب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، بعد أن انتهوا من قضية إيران.

وحسب ما قاله المصدر، فإن الرئيس الأمريكي غير مهتم بهدنة مؤقتة ويسعى إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين في غزة ووقف دائم لإطلاق النار، مما يؤدي إلى مفاوضات حول مستقبل اتفاقية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.

تلك التطورات جاءت بالتزامن مع تأكيد مصدر إسرائيلي أن بلاده مستعدة للانخراط في محادثات جديدة بشأن قطاع غزة وصفقة التبادل، شرط أن تستند إلى مقترح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، حسب ما نقلته هيئة البث العبرية عقب ترؤس رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، اجتماعًا أمنيًا مصغرًا لمناقشة تطورات الحرب على غزة ومفاوضات صفقة التبادل.

ومقترح المبعوث الأمريكي ينص على وقف إطلاق النار في القطاع لمدة 60 يومًا، وإطلاق سراح 28 محتجزًا إسرائيليًا (10 أحياء و18 متوفين) خلال الأسبوع الأول، مقابل الإفراج عن 125 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالمؤبد، وتسليم رفات 180 فلسطينيًا.

ولم ترضَ حركة حماس بالمقترح بهذه الصورة، حيث طرحت تعديلات عليه، بما يضمن إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية، كمطلب أسمى للشعب الفلسطيني لا يمكن الحياد عنه.

وفي سياق متصل، أفاد موقع "والا" عن مصدر مطّلع، بأن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، سيزور واشنطن يوم الاثنين القادم، وذلك لإجراء محادثات حول الحرب في غزة، بجانب الحرب على إيران، وزيارة رئيس الوزراء نتنياهو المرتقبة إلى واشنطن.

هدوء عند حركة حماس

ورغم توالي التصريحات من الجانب الأمريكي والعبري بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، فإن حركة حماس تلتزم الصمت تجاه هذا الموضوع، وذلك بعد أن قالت إنه "لا توجد مفاوضات في الوقت الراهن مع إسرائيل"، ما يثير العديد من التساؤلات حول ماهية ما يتحدث عنه الرئيس الأمريكي.

ومع ذلك، شددت حماس على أنها تتعامل بإيجابية مع جهود الوسطاء، ومع أي أفكار أو مقترحات جادة يمكن أن تؤدي إلى وقف العدوان وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.

وتؤكد حماس، من جانبها، أنها لن ترضى بأي اتفاق لا يتضمن انسحابًا كاملًا لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وتأمين تدفق المساعدات الإنسانية العاجلة، والبدء بإعادة الإعمار، والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى جادة.

ويأتي ذلك على عكس الموقف الإسرائيلي، الذي يتمسك بمواصلة الحرب، لا لأهداف استراتيجية، بل لأهداف سياسية تخدم مصالح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والوزراء ضمن حكومته.

وقد شهد مسار مفاوضات وقف إطلاق النار بين حركة "حماس" وإسرائيل حالة من الجمود طوال الشهر الجاري، إلا أن اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران ثم توقفها بتدخل أمريكي-قطري، أعاد الزخم إلى مسألة استئناف المحادثات مجددًا.

وتتعمد إسرائيل إحاطة أي مسار تفاوضي بشأن إنهاء الحرب على قطاع غزة، بعراقيل تفضي إلى إفشالها، بما يخدم مصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حيث يُرجّح أن وقف الحرب في غزة سيكتب الفصل الأخير في مسيرته السياسية، بعد الفشل المدوي الذي حصل يوم السابع من أكتوبر 2023، وما لحق به.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمرة ضد قطاع غزة، خلّفت أكثر من 188 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، حسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة