سلط الفنان والمرشد السياحي محمد خميس، في حلقة جديدة من برنامجه "نفر تاريخ مصر"، الضوء على واحدة من أبرز الملكات في التاريخ الفرعوني، وهي الملكة خنت كاوس الأولى، التي لعبت دورا محوريا في إنقاذ مصر من الانقسام، وتولت الحكم في فترة دقيقة من تاريخ البلاد.
وأوضح خميس أن خنت كاوس لم تكن مجرد زوجة ملك، بل حاكمة حقيقية ظهرت في نهاية الأسرة الرابعة، عقب وفاة زوجها الملك شبسس كاف، الذي رحل دون أن يترك وريثا للعرش، مما خلق فراغا سياسيا خطيرا، إلا أن خنت كاوس الأولى استطاعت أن تسيطر على الأمور، وأن تنقل السلطة بشكل سلمي إلى الأسرة الخامسة، لتجنب اندلاع حرب أهلية كانت وشيكة.
وأضاف خميس خلال حديثه، أن ملوك الأسرة الرابعة هم من شيدوا الأهرامات الكبرى في الجيزة مثل خوفو وخفرع ومنكاورع، وأن الملك شبسس كاف كان آخر حكام هذه الأسرة. ومع غياب وريث واضح، تولت خنت كاوس الحكم، وارتدت الذقن الملكية مثل الفراعنة، ما يشير إلى مكانتها كفرعون حاكم.
وأشار خميس إلى أن هرم خنت كاوس الأولى، الذي اكتشفه عالم المصريات الشهير د. سليم حسن، يوجد قرب أهرامات الجيزة، وهو أصغر حجما من الأهرامات الضخمة بسبب الظروف الاقتصادية التي كانت تمر بها البلاد آنذاك، حيث قلت الموارد اللازمة للبناء الضخم.
وتحدث خميس أيضا عن بردية "خوفو والسحرة"، التي استخدمتها الأسرة الخامسة لإضفاء طابع ديني وأسطوري على انتقال السلطة، إذ ورد فيها نبوءة تقول إن ملوكا من الأسرة الخامسة سيخلفون خوفو، ويملكون معجزات ويؤيدهم العلم الإلهي، ما ساهم في ترسيخ شرعيتهم.
واختتم محمد خميس الحلقة بتأكيده على أن الملكة خنت كاوس الأولى تعد من أهم النساء في تاريخ مصر القديمة، وأنها حكمت البلاد بحنكة وقوة، وحافظت على وحدة مصر في لحظة كان يمكن أن تنزلق فيها إلى الفوضى.