لعبت المرأة المصرية دورا محوريا إبان ثورة 30 يونيو، فلم تستسلم لتهديدات جماعة الإخوان الإرهابية ووقفت في مقدمة الصفوف لتدافع عن هوية وطنها دون خوف أو تردد، كما دفعت أفراد أسرتها إلى النزول والتصدي لقوى الشر، وبمناسبة الاحتفال بذكرى تلك الثورة العظيمة، تستعرض بوابة "دار الهلال" أهم ما قامت به المرأة خلال ثورة يونيو، وأبرز النماذج النسائية التي كان لهن دور البطولة في إنجاحها وإليك التفاصيل:
-خلال عام حكم الجماعة، عانت المرأة من التهميش والإقصاء، ومحاولات طمس حقوقها، ولكن طبيعتها الصلبة، ووعيها العميق، وقدرتها على المواجهة، جعلتها من أول من انتفض ودافع عن هويته وحقوقه ووطنه.
- رغم ما تعرضت له المرأة المصرية من تهديدات من قبل الجماعة الإرهابية، إلا انها لم تستلم، ومن أبرز تلك التهديدات، صفع إحدى الناشطات أثناء تظاهرها أمام مكتب الإرشاد بالمقطم في 16 مارس، كما احتجزت 13 فتاة، ومجموعة من الصحفيات بعد الاعتداء عليهن بالضرب، وتم تهديد طالبة بحبس والدها، بالإضافة لحرمانها من المشاركة في أنشطة الإذاعة المدرسية، وذلك بعد إلقائها قصيدة معادية للنظام، وظلت المرأة المصرية حتى بعد ثورة 30 يونيو تدافع عن وطنها باستماته، وقد ظهر ذلك جاليا حين وقفت تتظاهر يوم محاكم الرئيس المعزول محمد مرسى، حيث قام أحد أنصار الإخوان بصفع سيدة مسنة على وجهها، ولم تخشى تهديداته وظلت على موقفها من جماعة الاخوان الارهابية.
-قامت المرأة بدور فعال في نشر الوعي بين فئات المجتمع المختلفة، وعبرت عن مطالب الشعب من خلال وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، مفندةً الأكاذيب ومدافعةً عن حقيقة ما يحدث، وساهمت في تنظيم الصفوف، وتأمين التجمعات، وحشد الرأي العام المحلي والدولي ضد محاولات طمس الهوية وسرقة المستقبل..
أهم الرموز النسائية التي شاركت في ثورة 30 يونيو:
-الدكتورة إيناس عبد الدايم:
كانت الدكتورة إيناس عبد الدايم، رئيسة دار الأوبرا المصرية آنذاك، من أبرز رموز المقاومة الثقافية في وجه محاولات جماعة الإخوان طمس الهوية الفنية لمصر، ورفضت الرضوخ لمحاولات السيطرة على المؤسسة التي ترأستها، خاصة مع الضغوط التي مورست لتغيير طبيعة عروض الباليه وفرض قيود على محتوى الفنون، ما دفع وزير الثقافة حينها لإقالتها في مايو 2013.
تحولت إقالتها إلى شرارة احتجاجات واسعة، بدأت داخل دار الأوبرا وامتدت إلى اعتصام مفتوح أمام وزارة الثقافة، بمشاركة الفنانين والمثقفين وفرق الباليه، دفاعًا عن حرية الإبداع وهوية مصر الثقافية، ولم يكن دورها نضاليًا داخليًا فحسب، بل كانت من أوائل المشاركات في مظاهرات 30 يونيو، مؤمنة بأن الفن خط الدفاع الأول ضد الجهل والتطرف.
وبعد سقوط حكم الإخوان، عادت إلى منصبها، ثم تولت وزارة الثقافة في 2018، لتبدأ مرحلة جديدة من التنوير، توسعت فيها قصور الثقافة، وزادت فيها فرص وصول الفن لكل مواطن، تعزيزًا لدور الثقافة في بناء الوعي ومواجهة الظلامية.
-المستشارة تهاني الجبالي:
رئيس المحكمة الدستورية العليا سابقًا، ومن أبرز الأصوات القانونية والسياسية التي تصدت لمحاولات اختطاف الدولة خلال حكم جماعة الإخوان، حيث واجهت حملة شرسة من الجماعة بسبب مواقفها الرافضة لتغول السلطة على القضاء، وتحذيراتها المبكرة من مشروع أخونة الدولة، ورفضها المساس باستقلال المؤسسات الدستورية.
تصدت لمحاولات إقصاء القضاء الوطني من المشهد، ودافعت عن مدنية الدولة واستقلال القضاء باعتباره آخر خطوط الدفاع، وقبل 30 يونيو، كانت من أولى الشخصيات التي دعت الشعب للنزول، مؤكدة أن الدفاع عن الدولة لا يؤجَّل، وشاركت في التظاهرات باعتبارها لحظة إنقاذ وطني، وأداة تصحيح لمسار الديمقراطية، وبعد نجاح الثورة، ظلت نموذجًا للقاضية المثقفة التي ربطت بين القانون والوطن، ومدافعة شرسة عن الدولة المدنية، وحقوق المرأة، واستقلال السلطات.
-السفيرة ميرفت التلاوي:
تصدت السفيرة ميرفت التلاوي، بصفتها رئيسة المجلس القومي للمرأة حينها، لمحاولات جماعة الإخوان سلب مكتسبات النساء، فواجهت استبعاد الموظفات من المناصب، وكتبت للرئاسة ترفض مبررات عدم ملاءمة بيئة العمل للنساء، كما رفضت التنازل عن صلاحيات المجلس أو السماح بتفريغه من مضمونه.
كما رفضت الانخراط في فعاليات صورية نظمتها الجماعة، وشاركت بنفسها في مظاهرات 30 يونيو، مدافعة عن مكانة المرأة في وجه مشروع ظلامي، وبعد الثورة، شاركت في لجنة الخمسين لوضع دستور 2014، وأسهمت في إدراج مواد تاريخية تضمن المساواة وتجريم العنف ضد النساء، وتعزيز التمثيل السياسي للمرأة.
ووصفت فترة حكم الإخوان بأنها "سوداء"، وأكدت أن المرأة المصرية تعيش عصرها الذهبي مع دعم القيادة السياسية الحالية، بما تحقق من إصلاحات تشريعية ومجتمعية شملت تمكينها في القضاء، وتفعيل حملات التوعية، وتوفير شبكات حماية صحية واجتماعية في مختلف مراحل العمر.
-السيدة جيهان السادات:
دعمت السيدة جيهان السادات خروج المصريين في ثورة 30 يونيو، ووصفت حكم الإخوان بأنه زمن القهر والدمار، محذرة من مخاطر الجماعة على أمن واستقرار البلاد، وأشادت بدور القوات المسلحة في حماية إرادة الشعب، معتبرة ما جرى تصحيحًا لمسار تاريخي خطير، أعاد للمصريين الثقة والأمان.
وظل صوتها يمثل الضمير الوطني لقطاع واسع من النساء، خاصة من عاصروا انتصار أكتوبر وبناء الدولة، فكانت كلماتها في تلك الأيام دعامة معنوية وثقافية لاستعادة مصر وجهها المدني والآمن.