الخميس 24 يوليو 2025

عرب وعالم

غدًا.. الشمس تتعامد على الكعبة المشرفة في مشهد فلكي يرسم اتجاه القبلة بدقة مذهلة

  • 14-7-2025 | 10:18

الكعبة المشرفة

طباعة
  • دار الهلال

تشهد سماء مكة المكرمة، غدا /الثلاثاء/، التعامد الثاني والأخير للشمس على الكعبة المشرفة لهذا العام 2025، وهي ظاهرة فلكية تتكرر مرتين سنويا، وتعرف باسم "التسامت الشمسي"، وتعد من أدق الظواهر الفلكية التي تجسد روعة النظام الكوني وانتظام حركته.

وقال المهندس ماجد أبو زاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة- في بيان، اليوم /الاثنين/- إن التعامد الثاني يحدث مع عودة الشمس "ظاهريا" من مدار السرطان متجهة جنوبا نحو خط الاستواء وخلال هذه الحركة تتوسط الشمس خط الزوال فوق مكة المكرمة عند الساعة (9:27 صباحا بتوقيت جرينتش)، وتصل في تلك اللحظة إلى ذروتها فوق الكعبة المشرفة، حيث تتعامد عليها مباشرة بزاوية ارتفاع تقارب 89.5 درجة.

وأضاف أنه نتيجة لذلك يختفي ظل الكعبة تماما وتصبح ظلال الأجسام العمودية المحيطة بها شبه معدومة أو صفرية، في لحظة تتزامن بدقة مع أذان الظهر في المسجد الحرام، في مشهد بصري فريد يجمع بين الدقة العلمية والجمال الطبيعي.
ونوه إلى أن التعامد يشير إلى سقوط أشعة الشمس بشكل عمودي تماما على نقطة معينة من سطح الأرض، بحيث لا تلقي الأجسام القائمة أي ظل في تلك اللحظة.

وأوضح أنه بالنسبة لموقع الكعبة المشرفة فإن هذا التعامد يحدث مرتين سنويا في نهاية مايو ومنتصف يوليو، وذلك عندما تمر الشمس مباشرة فوق خط عرض مكة (21.4° شمالًا) أثناء حركتها الظاهرية بين مداري السرطان والجدي، وتعود هذه الظاهرة إلى ميل محور دوران الأرض بمقدار 23.5 درجة، وهو ما يؤدي إلى حركة الشمس الظاهرية شمالاً وجنوباً على مدار العام.

وأكد أن الأهمية الفلكية لهذه الظاهرة تكمن في أنها تمكن من تحديد اتجاه القبلة بدقة عالية جداً من أي مكان في العالم دون الحاجة إلى أدوات تقنية حديثة، فكل ما على الشخص فعله هو رصد موقع الشمس في السماء وقت التعامد فالجهة التي تقع فيها الشمس تشير مباشرة إلى اتجاه مكة المكرمة، وقد اعتمد المسلمون هذه الطريقة منذ قرون، قبل اختراع البوصلة ولا تزال هذه الوسيلة دقيقة وموثوقة حتى اليوم خصوصاً في المناطق البعيدة عن مكة التي تواجه صعوبات في ضبط اتجاه القبلة.

وأشار إلى أن ظاهرة التعامد تمثل أيضا فرصة نادرة لدراسة ظاهرة الانكسار الجوي، وفهم تأثير طبقات الغلاف الجوي على موقع الشمس الظاهري في السماء، خاصة عند اقترابها من السمت وهي النقطة الرأسية التي تقع مباشرة فوق الرأس، كذلك يمكن للمهتمين استخدام هذه الظاهرة في حساب محيط كوكب الأرض بطريقة تقليدية غير رقمية بالاعتماد على الطرق الهندسية القديمة التي تعزز الفهم العملي لظواهر الانحناء وتوزيع الظلال، وهو ما يعد دليلًا مباشراً على كروية الأرض.

وأوضح أنه في لحظة التعامد يمكن للزوار في مكة المكرمة رؤية اختفاء الظلال لأجسام مثل الأعمدة أو الأدوات المستقيمة القائمة على الأرض، مما يجعل من الحدث مشهداً بصرياً رائعاً يدمج بين الجمال الطبيعي والدقة العلمية في آن واحد.

وتعد ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة المشرفة من أجمل الظواهر الفلكية التي تبرز دقة الحسابات السماوية، وتجسد جمال الاتساق الكوني، وهي تمثل فرصة علمية ثمينة لرؤية مشهد فريد وتحديد القبلة بأعلى دقة والتأمل في انتظام هذا الكون.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة