قال الدكتور عماد أبو الرُب، رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار، إن تصريحات وزير الدفاع الأوكراني بشأن حاجة البلاد إلى ما لا يقل عن 120 مليار دولار للإنفاق الدفاعي خلال العام المقبل، تعكس واقعًا اقتصاديًا وأمنيًا معقدًا، في ظل استمرار الحرب وغياب أي مسار تفاوضي فعّال حتى الآن.
وأوضح أبو الرُب، في مداخلة مع الإعلامية داليا أبو عميرة، على قناة "القاهرة الإخبارية" من كييف، أن أوكرانيا تعوّل بشكل كبير على الاستفادة من الأصول الروسية المجمّدة في الغرب، باعتبارها تعويضًا مباشرًا عن الدمار الذي خلّفته الهجمات الروسية، خصوصًا في البنية التحتية.
وأضاف أن كييف تسعى أيضًا إلى ضمان استمرارية الدعم الغربي، خاصة من دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في ظل اعتبار الغرب أن سقوط أوكرانيا قد يشكّل تهديدًا مباشرًا لحدود الحلف، وهو ما يحفز كثيرًا من الدول على الاستمرار في التمويل والدعم العسكري، رغم الأعباء الاقتصادية الناتجة عن الحرب.
وفي ما يخص فرص انتهاء النزاع، أكد أبو الرُب أن أوكرانيا تتمنى التوصل إلى هدنة تُمهد لجولات تفاوضية جادة، تضمن التوصل إلى اتفاق دائم تحت إشراف دولي يضمن عدالة المخرجات وعدم استغلال الهدنة من أي طرف.
كما أشار إلى أن الجهود الأوكرانية باتت تتركّز حاليًا على تعزيز التصنيع العسكري المحلي، إلى جانب تعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية مع الحلفاء، خصوصًا في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، في ظل غياب أي مؤشرات على انقسام جوهري داخل المعسكر الغربي حول دعم أوكرانيا.
وبشأن الأنباء المتداولة عن لقاء محتمل بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب في سبتمبر المقبل في بكين، قال أبو الرُب إن اللقاء – إن تم – لن يكون سهلًا، في ظل وجود قوى دولية لا ترغب بانتهاء الحرب وتسعى لإطالة أمد استنزاف روسيا.
وأشار إلى أن غياب التنسيق بين إدارة ترامب المحتملة والقيادات الأوروبية قد يؤدي إلى إرباك أي مسارات تفاوضية، إلا أن التنسيق المسبق بين الطرفين قد يفتح بابًا جديدًا لدعم حل سياسي وتسوية دبلوماسية للأزمة.