الأربعاء 23 يوليو 2025

سيدتي

بعد نتيجة الثانوية العامة.. كيف تدعمين ابنك إذا لم يحقق النجاح المنتظر؟| خاص

  • 23-7-2025 | 12:30

نتيجة الثانوية العامة

طباعة
  • فاطمة الحسيني

ظهور نتيجة الثانوية العامة لا يكون دائمًا لحظة فرح واحتفال داخل كل بيت، ففي بعض الأحيان تأتي النتيجة مخيبة للآمال، ما يضع الأهل، خاصة الأمهات أمام اختبار حقيقي في كيفية التعامل مع أبنائهم، وفي السطور التالية نستعرض مع أستاذ علم نفس، كيف يمكن للأسرة أن تقدم دعمًا فعالًا يعيد للأولاد ثقتهم بأنفسهم، ويدفعهم للوقوف من جديد، دون تهوين أو قسوة.

ومن جهتها تقول الدكتورة رحاب العوضي، أستاذ علم النفس السلوكي، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن دعم الطالب في مثل هذا الظرف لا يقل أهمية عن دعمه وقت النجاح، بل إنه قد يكون أكثر تأثيرًا في بناء شخصيته ونظرته للحياة، وهناك مجموعة من النصائح التي يمكن أن تساعد الأهل في احتواء الموقف ومساندة أبنائهم، ومنها ما يلي:

- يجب على الوالدين أن يمنحوا أبناءهم الفرصة للتعبير عما يشعرون به دون مقاطعة أو تهوين، وأن يظهروا تعاطفهم وتفهمهم لمشاعر الخيبة أو الإحباط، حيث أن فهم دوافع الرسوب أو التراجع في الدرجات يبدأ من الحديث المفتوح، بعيدًا عن اللوم أو المقارنة، بل بروح الباحث عن السبب الحقيقي وراء التأخر الدراسي.

-يحتاج الطالب في هذا الوقت إلى من يطمئنه أنه ما زال موضع حب وثقة، وأن النتيجة الدراسية لا تلغي إمكانياته ولا تحدد مستقبله بالكامل، حيث أن الدعم العاطفي من الأسرة يعزز من شعوره بالأمان ويجنبه الدخول في دوائر جلد الذات أو الاكتئاب.

-من المهم أن يتم التحدث مع الابن أو الابنة عن أن ما حدث ليس نهاية الطريق، بل محطة في مسيرة طويلة مليئة بالفرص المتنوعة، حيث يمكن الاستشهاد بقصص لأشخاص لم يحققوا التفوق الدراسي المنتظر، لكنهم تألقوا لاحقًا في مجالات مختلفة، وهذا النوع من الحديث يزرع الأمل ويحول التجربة السلبية إلى فرصة للتعلم والنضج.

-بعد الاستيعاب والاحتواء، يأتي وقت التقييم العملي، من المهم تشجيع الطالب على التفكير في أهداف جديدة واقعية تتناسب مع قدراته وميوله، وتحديد خطوات واضحة للوصول إليها، سواء كان ذلك بإعادة السنة الدراسية، أو اختيار مسار تعليمي بديل، أو التوجه نحو دراسة تطبيقية أو مهنية.

-يجب ألا تتوقف عجلة التعلم حتى لو كانت النتيجة مخيبة، ودعم الأهل في متابعة التعلم، سواء عبر الدروس أو الدورات أو القراءة، يمنح الطالب شعورًا بالتحكم في مصيره، ويبعده عن مشاعر العجز أو الفشل.

-قد تكون الدورات التدريبية التي تقدمها بعض المؤسسات والشركات فرصة ذهبية لاكتساب مهارات جديدة، والتعرف على مجالات قد يكتشف الطالب شغفه فيها، وهذه البرامج تفتح أبوابًا بديلة، وتمنح الطالب إحساسًا بقيمته بعيدًا عن الدرجات وحدها.

-في بعض الحالات، قد يحتاج الابن أو الابنة إلى التحدث مع مختص نفسي لمساعدته على تجاوز مشاعر الخيبة أو التوتر.

-يمكن للأصدقاء أن يكونوا عونًا كبيرًا في هذه المرحلة، خاصة إذا شجعوا زميلهم على النهوض مجددًا ومواصلة السعي، ومن المهم أن يكون هناك توازن في العلاقات الاجتماعية، بعيدة عن الشفقة أو المقارنة، لكنها قائمة على الدعم والتحفيز.

-علمي ابنك أو ابنتك أن التفكير الإيجابي ليس تجاهلًا للمشكلة، بل طريقة صحية للتعامل معها، والتأكيد على أن الفشل ليس عيبًا، بل تجربة تعلّم، يساعد على تقوية المناعة النفسية والاستعداد الأفضل للمستقبل.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة