تصادف اليوم ذكرى ميلاد محيي الدين بن عربي، أحد أبرز أعلام التصوف والفكر الفلسفي في التاريخ الإسلامي، وهو عالم روحاني من علماء المسلمين الأندلسيين، وشاعر وفيلسوف، أصبحت أعماله ذات شأن كبير حتى خارج العالم العربي، تزيد مؤلفاته عن 800، لكن لم يبق منها سوى 100، كما غدت تعاليمه في مجال علم الكون ذات أهمية كبيرة في عدة أجزاء من العالم الإسلامي.
وُلد محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي في 28 يوليو 1165م بمدينة مرسية في الأندلس، لعائلة عربية تنتمي إلى قبيلة طيء العريقة، ونشأ في بيئة دينية وعلمية أثرت في تكوينه الروحي والفكري.
انتقل مع أسرته إلى إشبيلية بعد سقوط مرسية، وهناك تلقى علوم القرآن والفقه والحديث، وبرز منذ صغره في القراءات السبع والمعاني والإشارات، تأثر بالمدارس الرمزية والفلسفية، وبدأ رحلته الروحية مبكرًا، حيث انغمس في عالم الكشف والإلهام قبل بلوغه العشرين.
لقّبه أتباعه بـ الشيخ الأكبر، ونُسبت إليه الطريقة الأكبرية في التصوف، جمع بين الزهد والتأمل الفلسفي، وكتب في علم النفس والكون والروح، واعتُبر من أوائل من قدّموا تفسيرًا فلسفيًا باطنيًا للفكر الإسلامي.
ترك أكثر من 800 مؤل، لم يصل منها إلا نحو 100، وتُرجمت أعماله إلى الفارسية والتركية والأردية، وظل مصدر إلهام للمتصوفة والشعراء والفلاسفة عبر العصور.
من أبرز مؤلفاته:
- الفتوحات المكية: موسوعة صوفية ضخمة تضم أكثر من 560 بابًا.
- فصوص الحكم: كتاب جدلي في الفكر الصوفي والفلسفي.
- ترجمان الأشواق: ديوان شعري رمزي، مدح فيه "نظام"، الفتاة الفارسية التي اتخذها رمزًا للحكمة والجمال الروحي.
طاف ابن عربي بلاد الشرق والغرب، من مكة إلى بغداد و قونية ودمشق، حيث استقر في سنواته الأخيرة، التقى بكبار العلماء والمتصوفة، وكان له تأثير بالغ على شخصيات مثل جلال الدين الرومي و صدر الدين القونوي.
توفي في دمشق في 16 نوفمبر 1240م ، ودُفن في سفح جبل قاسيون، حيث لا يزال قبره مزارًا للباحثين والمهتمين بالتصوف.