الجمعة 1 نوفمبر 2024

في ذكرى رحيله.. فريد الأطرش يصور 8 ساعات من أجل 3 دقائق على الشاشة

26-12-2017 | 23:03

تحل اليوم ذكرى رحيل الموسيقار فريد الأطرش، فهو الفنان مرهف الأحاسيس الذي أبدع خلال مسيرته الفنية سواء من خلال الحفلات التي كان يقيمها أو من خلال رصيده السينمائي الذي حمل أيضاً أروع الأغنيات العاطفية، ويسعد «الهلال اليوم» أن تطرح في ذكراه أسرار كواليس فيلم "شاطئ الحب" حيث صاحبته مجلة الكواكب أثناء التصوير.

في صيف عام 1960 ذهب فريد الأطرش مع فريق العمل ونجوم الفيلم إلى محافظة الفيوم لبدء تصوير الفيلم وهو من إنتاجه وإخراج بركات، وكان فريد يمر بفترة من الإرهاق والمرض، ولكن في سبيل الكمال الفني تحامل على نفسه من أجل إتمام تصوير الفيلم وسافر إلى الفيوم.

كانت الفيوم في ذلك الوقت تختنق من الحر ، كل من فيها يتصبب عرقاً ، ويكتوي بأشعة الشمس الحارقة، وقد هرب الفلاحون من حقولهم ليستظلوا تحت الأشجار، بينما وقف فريد الأطرش وفريق العمل تحت هذه الأشعة ثماني ساعات، ونسي فريد مرضه وقلبه ولم يتذكر سوى عمله.

كان المشهد الذي عاش فريد فيه تحت الشمس لمدة ثماني ساعات غريباً وعجيباً، فقد كانت هناك قافلة من السيارات تصاحب فريق العمل، أول القافلة لوري ضخم يحمل المعدات والآلات، ولوري آخر يحمل ماكينة توليد الكهرباء، وسيارة تحمل ماكينة تسجيل  تدور عليها إحدى الأغنيات التي يغنيها فريد في الفيلم ، وسيارة أخرى تحمل مدير التصوير عبده نصر ومساعديه وآلة التصوير، وبطارية ضخمة تسلط أضواءها المحرقة على وجه فريد الأطرش وسميرة أحمد وهما يركبان "كارته" تجرها السيارة التي تحمل عبده نصر .

كان المشهد يتطلب أن يغني فريد فيه لسميرة والكارته تسير على الطريق الزراعي، والعرق يتصبب من وجه فريد وهو يرتدي بدلة كاملة تكاد تخنقه، والمشهد يتكرر ويعاد أكثر من 30 مرة استغرقت ثماني ساعات بالتمام والكمال، ثم يهبط فريد الأطرش من فوق الكارته، ويبحث عن أقرب مكان فيه ظل ، حتى التقى بمحرر الكواكب وهمس له قائلاً : تصور أن الثماني ساعات دول من أجل ثلاث دقائق على الشاشة؟

غنى فريد الأطرش في فيلم شاطئ الحب لأول مرة أغنيتين من أشعار حسين السيد، الأغنية الأولى كانت "قالت لي بكره" ،والأغنية الثانية غناها فريد في خلوة بعيداً عن العيون لسميرة أحمد في الكارته بعنوان " إرحمنى وطمني" ، وفي عيد ميلاد حبيبته في الفيلم يقدم لها هدية عبارة عن أغنية وهي "يا قلبي كفاية دق" ، أما الأغنية الأخيرة في الفيلم فكانت "عذاب ليه يا دنيا العذاب".

ظهر فريد الأطرش في فيلم "شاطئ الحب" بشخصية أقرب إلى طبيعته في الحياة ، حيث مثل دور المطرب الموسيقار، ورغم تصوير الفيلم في أشهر الصيف الحارقة فقد تم عرضه بعد التصوير والمونتاج في أول يناير
عام 1960 أي في عز الصقيع والبرد.