أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أهمية المسئولية الكبيرة والمتجددة الملقاة على قادة الأديان من المسلمين والمسيحيين لتذكير الناس بعناصر الألفة والأخوة بين أبناء المجتمع المصري؛ خاصة في تلك الظروف والتحدي الكبير الذي يمارس فيه القتل باسم الأديان سواء من قبل متطرفين منسوبين إلى الإسلام أو إلى المسيحية المتصهينة فيدمر هؤلاء العالم على أساس تفسيرات دينية مغلوطة ومغشوشة.
وقال شيخ الأزهر الشريف - فى بيان عقب زيارته اليوم الأربعاء، على رأس وفد أزهري رفيع المستوى إلى مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لتهنئة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، والإخوة الأقباط بأعياد الميلاد - إن حادث الروضة الإرهابي هو أكبر دليل على أن الإرهاب لا دين له، وأنه يقتل من المسلمين أكثر مما يقتل من غيرهم.
وأضاف شيخ الأزهر أن مشاعر المحبة والرحمة التي تجمع أبناء الشعب المصري، مسلمين ومسيحيين، تشكل تجسيدا حقيقيا لقيم التسامح والحوار والتعايش والصفح، التي حملها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والسيد المسيح عليه السلام، مشيرا إلى أن مصر التقت فيها العديد من الحضارات ومشى على أرضها الأنبياء، وأبرز ذلك الرحلة المقدسة لسيدنا عيسى والسيدة مريم عليهما السلام، وكأن تراب هذا البلد تصوغه الأديان الإلهية.
ونقل البيان عن البابا تواضروس ترحيبه بفضيلة الإمام الاكبر والوفد المرافق له، قائلا: "فرحتنا تكتمل بتهنئتكم، وهذه المحبة هي صمام أمان قوي، ورسالة لكل العالم وللشعب المصري على الروح الطيبة وعمق العلاقة بيننا، والمستمرة عبر قرون طويلة".
كما أكد البابا تواضروس أن "أي محاولة للعبث بالرباط القوي الذي يجمعنا سوف تنتهي بالفشل، وأن وحدة موقف الأزهر الشريف والكنيسة من قضية القدس، تعبر عن الوحدة الكامنة في الشعب المصري".