الأربعاء 10 سبتمبر 2025

عرب وعالم

الأمم المتحدة: حفظ السلام شريان حياة للملايين في عالم يموج بالصراعات

  • 10-9-2025 | 11:22

الأمم المتحدة

طباعة
  • دار الهلال

أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا، ضرورة بذل أقصى الجهود لتعزيز فعالية عمليات حفظ السلام الأممية في ظل استمرار مواجهة العالم لمستقبل غامض، وتزايد صعوبة تحقيق حلول سياسية دائمة، قائلا "إن حفظ السلام ليس ترفا، بل هو شريان حياة للملايين الذين يعتمدون عليه لمستقبل خال من الخوف".

وأوضح لاكروا، خلال اجتماع لمجلس الأمن حول مستقبل عمليات السلام، أن عدد الصراعات الدائرة قد بلغ مستويات قياسية، حيث كان هناك 61 صراعا في عام 2024، وهو أعلى رقم منذ عام 1946، مشددا على أن الصراعات أصبحت مطولة، وتضم مزيدا من الجهات الفاعلة، وغالبا ما تكون قوى بالوكالة، "مما يجعل التوصل إلى حلول تفاوضية أكثر صعوبة"، بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة.

وفيما تتم مراجعة مستقبل عمليات السلام الأممية، أكد "لاكروا" ضرورة الاستفادة من الخبرات والدروس القيّمة "من قرابة ثمانية عقود من حفظ السلام للاستجابة للتوقعات المشروعة التي تعقدها الشعوب" تجاه الوفاء بميثاق الأمم المتحدة.

وقال "لاكروا" إن مستقبل حفظ السلام يتطلب "أمما متحدة قادرة ومستعدة للاستجابة" من خلال بعثات قابلة للتكيف ومصممة خصيصا لتلبية الاحتياجات على أرض الواقع، مسترشدة باستراتيجيات سياسية قوية ومستفيدة من أدوات وقدرات وخبرات المنظمة وشركائها.

وأضاف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، أن قدرة الأمم المتحدة على الوفاء بحماية الناس "غالبا ما تكون المعيار الذي يُحكم علينا من خلاله"، لكنه شدد على أنه لا ينبغي أن تتحمل المنظمة مسؤولية حماية السكان إلى أجل غير مسمى، ولهذا السبب، قال إن السعي إلى الحلول السياسية يجب أن يظل في صميم ما "نفعله وكيفية إنقاذنا للأجيال القادمة من الحرب بشكل أكثر استدامة وفعالية من حيث التكلفة".

وقال المسؤول الأممي، إن الدفع بحلول سياسية دائمة يُمكّن بعثات حفظ السلام من الانسحاب دون العودة إلى الصراع، ويتطلب "دعما قويا وموحدا ومستمرا" من قبل مجلس الأمن - "من خلال اعتماد تفويضات واضحة ومحددة الأولويات، ومشاركة سياسية نشطة، وبيانات دعم"، بالإضافة لتوفير التمويل بالكامل وفي الوقت المحدد.

من جانبها.. قالت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام "روزماري ديكارلو"، إن البعثات السياسية للأمم المتحدة تعمل في بيئة تتسم بـ"التشرذم الجيوسياسي المتزايد"، فيما ازداد تدويل الصراعات "مع انخراط جهات فاعلة عالمية وإقليمية تؤثر على ديناميكياتها الداخلية".

ولاستخلاص الدروس للمستقبل، قالت "ديكارلو" إنه "يجب أن نتعلم من الماضي"، مشيرة إلى أن البعثات السياسية الخاصة كانت في طليعة عمل المنظمة، حيث دعمت ما يقرب من مائة دولة في جميع أنحاء العالم.

وأضافت أن تحليل تاريخ وممارسات البعثات السياسية الخاصة المنتشرة منذ إنشاء الأمم المتحدة يُظهر أن العديد منها كان مقيدا بفترة زمنية ومركزا على مهمة سياسية محددة.

وأوضحت أن معظمها كان أيضا سريعا وسهل النشر واقتصاديا في الصيانة دون تكاليف ونفقات عامة كبيرة، فيما كانت ولاياتها مكتوبة بإيجاز ومباشرة حيث تزودها بتوجيهات واضحة، وتوفر أيضا قدرا من المرونة في تنفيذها، وأضافت أن معظم البعثات السياسية الخاصة تُنشر اليوم في ظل غياب اتفاقات سلام شاملة، وغالبا ما تُنشر في ظروف سياسية متقلبة، وأحيانا في خضم حروب أهلية مستمرة.

وأكدت أنه في مثل هذه الحالات، ينبغي أن تكون الأهداف الأولية للبعثات أكثر محدودية، مع الحفاظ على المرونة والقدرة على التكيف لتوسيع نطاقها واغتنام الفرص في مرحلة لاحقة للتوصل إلى حلول سياسية أكثر طموحا.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة