الثلاثاء 16 سبتمبر 2025

ثقافة

ديوان العرب| يا لائمي جَهلاً ألا تُقصِرُ.. قصيدة عَنان الناطفية

  • 16-9-2025 | 03:42

عَنان الناطفية

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

تُعد قصيدة «يا لائمي جَهلاً ألا تُقصِرُ»، للشاعرة عَنان الناطفية، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، والتي حفظها العرب، وتناقلوها فيما بينهم.

وتعرف «عَنان الناطفية» أبرز الشعرات في العصر العباسي، اللواتي كتبن قصائد تميزت بالغزل والمدح والفخر، وعلى رأسها قصيدة «يا لائمي جَهلاً ألا تُقصِرُ».

 

وتعتبر قصيدة «يا لائمي جَهلاً ألا تُقصِرُ»، من أجمل ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 17 بيتًا، تميز شعر عَنان الناطفية بسلاسة الألفاظ وسهولة المعاني وصدق العاطفة كما جاء بالقصيدة.

 

وإليكم القصيدة:

يا لائمي جَهلاً ألا تُقصِرُ

من ذا على حَرِّ الهوى يَصبِرُ

لا تلحني أنّي شَرِبتُ الهوى

صِرفاً فمَمزوجُ الهوى يُسكِر

أحاط بي الحبُّ فخلفي لَهُ

بَحرُ وقدّامي لهُ أبحرُ

تخفقُ راياتُ الهوى بالردى

فوقي وحولي للردى عَسكَرُ

سيّانِ عندي في الهوى لائمٌ

أقَلَّ فيه والذي يُكثِرُ

أنتَ المصفّى من بني بَرمَكٍ

يا جعفَرَ الخيراتِ يا جعفَرُ

لا يَبلغُ الواصِفُ في وَصفِه

ما فيه من فضلٍ ولا يحصُرُ

من وفَّر العِرضَ بأموالهِ

فجَعفَرٌ أعراضهُ أوفَرُ

ديباجةُ الملكِ على وجهِهِ

وفي يَديهِ العارضُ المُمطِرُ

سحَّت علَينا منهمُ ديمةٌ

يَنهَلُّ منها الذهبُ الأحمَر

لو مَسَحَت كفّاه جلمودةً

أنضَرَ فيها الورقُ الأخضَرُ

لا يستَتِمُّ المجدُ إلّا فتىً

يصبرُ للبَذُلِ كما يصبِرُ

يَهتَزُّ تاجُ الملكِ من فوقِه

فخراً ويَزهي تحتَهُ المِنبرُ

أشبَهَهُ البدرُ إذا ما بدا

وغُرَّةٌ في وجهِهِ تُزهِرُ

واللَهِ ما أدري أبدر الدجى

في وجههِ أم وجهُه أنورُ

يستَمطِرُ الزوّارُ منكَ الغنى

وأنتَ بالزوّارِ تستبشر

عوّدتَ طلّابَ الندى عادةً

إن قصَّروا عنكَ فما تقصرُ

الاكثر قراءة