تُعد صلاية نعرمر واحدة من أبرز الكنوز الأثرية في مصر القديمة، وهي لوح حجري استخدمه المصريون الأوائل لطحن الكحل وبعض مواد الصباغة، قبل أن يتحول إلى لوحة تسجل أحداثًا تاريخية خالدة، تحمل الصلاية نقوشًا هيروغليفية، وتوثّق حدثًا جللًا هو توحيد مصر العليا والسفلى في عهد الملك نعرمر، نحو عام 3100 قبل الميلاد.
على أحد وجهي الصلاية، يظهر الملك مرتديًا التاج الأبيض لمصر العليا في مشهد انتصار مهيب، بينما تتشابك رقاب حيوانين أسطوريين يُعتقد أنهما يجسدان مصر العليا والسفلى وقد أصبحا تحت سيطرته، أما الوجه الآخر فيُجسد الملك وهو يوشك على توجيه ضربة قوية لحاكم مصر السفلى، وهو المشهد الذي أصبح أيقونة للملكية المصرية القديمة، وظل حاضرًا في المعابد المصرية حتى العصور المتأخرة.
صُنعت الصلاية من الشست الأخضر، وعُثر عليها في موقع الكوم الأحمر، لتبقى شاهدًا على ميلاد أول أسرة حاكمة في مصر الموحدة، ورمزًا لبداية الحضارة الفرعونية التي سطّرت تاريخًا خالدًا على جدرانها وأحجارها.