نظمت منذ قليل مكتبة القاهرة الكبرى ندوة ثقافية بعنوان "حكايات من اللفائف"، افتتحها الكاتب يحيى رياض، مدير المكتبة، الذي أكد أن المكتبة تسير وفق استراتيجية وزارة الثقافة في دعم الفنون والاهتمام بالشباب، إيمانًا بدور الثقافة في بناء الإنسان المصري.
ومن جانبها، ألقت الدكتورة آية وليد حامد، الحاصلة على الدكتوراه في الآثار الإسلامية، محاضرة ثرية تناولت فيها رحلتها البحثية مع اللفائف منذ الماجستير وحتى الدكتوراه، مستعرضة تطور هذا الفن عبر العصور المختلفة؛ بداية من الدولة الفاطمية، مروربالعصر الأيوبي، ثم المملوكي، وصولا إلى العثماني، وانعكاس ذلك في اللفائف القرأنية كنموذج حي لهذا الإرث.
وأشارت الدكتورة أية خلال كلمتها إلى أن اللفائف الإسلامية لم تكن مجرد نصوص مكتوبة، بل شكلت وثائق حضارية متعددة الاستخدامات، حيث استخدمت في تسجيل العلوم الدينية والتعليمية، وأيضًا في المناسبات والاحتفالات، مما جعلها مرآة صادقة تعكس ملامح المجتمع الإسلامي عبر العصور.
وقدمت الدكتورة أية عرضا مدعوما بالصور التوثيقية التي أبرزت جماليات الخط العربي والزخارف الإسلامية على اللفائف، مشيدة بدور مكتبة القاهرة الكبرى التي تحتضن مثل هذه الفعاليات، مؤكدة أنها من رواد المكتبة منذ سنوات طويلة.
واختتمت الندوة بجلسة نقاشية ثرية مع الحضور، الذي عبر عن إعجابه بالطرح وما يحمله من قيمة حضارية وتاريخية تسهم في ربط الأجيال بتراثها الأصيل.