قال محافظ كفر الشيخ الدكتور علاء عبدالمعطي، إن المحافظة تزخر بمزيج استثنائي من المعالم الأثرية والدينية التي تجسد عراقة التاريخ المصري، حيث تقع مدينة بوتو "تل الفراعين" مهد الملكية في مصر القديمة، ومدينة فوه التي تُعد متحفاً مفتوحاً للعمارة الإسلامية وتضم ثالث أكبر تجمع للآثار الإسلامية بعد القاهرة ورشيد، بالإضافة إلى معالم بارزة مثل فنار البرلس وطابية عرابي التي تجسد صمود المصريين عبر العصور.
ودعا عبد المعطي - في تصريح اليوم تزامناً مع الاحتفال بيوم السياحة العالمي - جميع المصريين لزيارة الكنوز المتنوعة التي تحتضنها كفر الشيخ، موضحاً أن تلك الدعوة ليست مجرد مبادرة لزيارة الأماكن السياحية بل إعلان عن جاهزية المحافظة لتقديم نموذج فريد في السياحة المسؤولة التي تحترم البيئة وتدعم المجتمعات المحلية وتحافظ على التراث للأجيال القادمة.
وأشار إلى أن كفر الشيخ تمثل كذلك مقصداً دينياً مميزاً حيث يحتضن مسجد العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي بمدينة دسوق ملايين الزوار سنويًا، في حين تعد كنيسة السيدة العذراء مريم بسخا محطة بارزة على مسار العائلة المقدسة، مؤكدًا أن هذا التنوع يعكس قيمة النسيج الوطني ويجعل كفرالشيخ وجهة استثنائية للسياحة الدينية.
ولفت إلى أن المحافظة تمتلك شواطئ ممتدة على ساحل البحر المتوسط بطول نحو 120 كيلومترا يأتي في مقدمتها مصيف بلطيم الذي يتميز بأجوائه العائلية الهادئة ومياهه الصافية، بينما تقدم قرية الشخلوبة نموذجًا فريدًا للسياحة البيئية والثقافية بما تشتهر به من مشاهد صيادين ومراكب خشبية وصناعات تقليدية، فضلًا عن بحيرة البرلس التي تعد محمية طبيعية غنية بالتنوع البيولوجي.
وقال إن المحافظة تعزز من رصيدها السياحي عبر مؤسسات ثقافية وتعليمية بارزة مثل متحف كفرالشيخ الذي يضم نحو 1250 قطعة أثرية تجسد تاريخ المنطقة منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، ومتحف الأحياء المائية ببلطيم الذي يضم كائنات نادرة ويفتح نافذة على التنوع البيئي البحري، فضلًا عن العديد من الحدائق العامة مثل حديقة صنعاء والحديقة المركزية بمدينة كفرالشيخ وحديقة الأسرة والطفولة بمدينة دسوق، وحديقة العائلات بفوه، والمناطق الترفيهية على امتداد كورنيش النيل بمدن«دسوق- فوه- مطوبس»، التي توفر متنفسًا بيئيًا وثقافيًا للمواطنين والزوار.
وأضاف أن جهود التنمية السياحية بالمحافظة لا تقتصر على الترويج بل تشمل مشروعات ملموسة مثل تطوير مصيف بلطيم وإنشاء كورنيش جديد طول 12 كيلومترا على غرار "ممشى أهل مصر" ومشروع تطوير ساحة مسجد سيدي إبراهيم الدسوقي بما يحفظ الهوية التاريخية والدينية للمكان، بالإضافة إلى إنشاء وتطوير أسواق حضرية حديثة مثل: "أسواق شرق وغرب كفرالشيخ وسوق ميت علوان"، لنقل الباعة الجائلين إلى أسواق منظمة تحقق البعد الاقتصادي والاجتماعي معًا.
وشدد على أن هذه المشروعات ليست مجرد حلولاً ريادية مبتكرة بل جزء من استراتيجية شاملة تضع المحافظة في موقع ريادي على خريطة السياحة الوطنية والعالمية، لافتًا إلى أن كفرالشيخ تقدم للزائر مزيجًا فريدًا من أصالة التاريخ وجمال الطبيعة ورؤية مستقبلية واضحة للتنمية المستدامة، مؤكداً أن كفرالشيخ تقدم تجربة متكاملة تبدأ من عبق التاريخ والسياحة الدينية، مرورًا بجمال السواحل والبحيرات، وصولًا إلى متاحفها وحدائقها ومشروعاتها العصرية، مشدداً أن هذا التنوع يجعلها وجهة سياحية واعدة على الخريطة الوطنية والدولية، ومنصة حقيقية لتجسيد رؤية مصر نحو التنمية المستدامة.