الأحد 28 سبتمبر 2025

تحقيقات

"الجارديان": إسرائيل ترتكب جريمة الإبادة البيئية في غزة

  • 28-9-2025 | 12:46

قطاع غزة

طباعة
  • أ ش أ

قال الكاتب البريطاني المعني بالشؤون البيئية والسياسية جورج مونبيوت، في مقاله بصحيفة الجارديان، إن إسرائيل ترتكب جريمة أخرى في غزة إلى جانب الإبادة الجماعية، وهي الإبادة البيئية.

وكتب مونبيوت أن جرائم إسرائيل البيئية في غزة تحمل رسالة مفادها: حتى لو توقفنا عن القصف، فلن تتمكنوا من العيش هنا.

وأشار إلى أن هدف الحكومة الإسرائيلية في غزة فيما يبدو هو "شعب بلا أرض، وأرض بلا شعب"، وهناك وسيلتان لتحقيق هذا الهدف: الأولى هي قتل الفلسطينيين وتشريدهم، والثانية هي إتلاف الأرض وجعلها غير صالحة للسكن، فإلى جانب جريمة الإبادة الجماعية، تقع جريمة أخرى فظيعة هي الإبادة البيئية .

وأوضح مونبيوت أنه مع أن دمار المباني والبنية التحتية في غزة يتجلى في كل مقطع فيديو نراه، إلا أن الدمار الموازي للنظم البيئية ووسائل المعيشة أقل وضوحا. وقبل أحداث 7 أكتوبر التي أشعلت العدوان الحالي على غزة، كانت حوالي 40% من أراضيها زراعية. ورغم كثافة سكانها العالية، كانت غزة شبه مكتفية ذاتيا من الخضراوات والدواجن، وتوفر جزءا كبيرا من احتياجات سكانها من الزيتون والفواكه والحليب.

غير أن الأمم المتحدة أفادت الشهر الماضي بأن 1.5% فقط من الأراضي الزراعية ما زالت صالحة للاستخدام، وهي المساحة الوحيدة المتبقية لتوفير الغذاء لأكثر من مليوني شخص.

وأشار مونبيوت إلى أن أحد أسباب ذلك هو تدمير الجيش الإسرائيلي الممنهج للأراضي الزراعية، فقد دمرت قواته البرية الصوبات الزراعية، وقامت الجرافات بهدم البساتين، وحرق المحاصيل، وسحق التربة وحاصرت الحقول، وحرثت التربة، ورشت طائرات المبيدات الحشرية فوق الحقول.

وبحسب مونبيوت، يواصل الجيش الإسرائيلي توسيع "المنطقة العازلة" على طول الحدود الشرقية لغزة، والتي تضم معظم الأراضي الزراعية، لتتحول بذلك الأراضي الخصبة إلى صحراء.

وتشير تقديرات برنامج الأمم المتحدة للبيئة العام الماضي إلى أن كل متر مربع في غزة يحتوي في المتوسط ​​على 107 كجم من الأنقاض، الكثير منها مختلط بالأسبستوس، والذخائر غير المنفجرة، وأجزاء من جثث بشرية، والسموم المنبعثة من الأسلحة. وتحتوي الذخائر على معادن مثل الرصاص والنحاس والمنجنيز والألومنيوم والزئبق والأورانيوم المستنفد.

وأضاف الكاتب أن هناك تقارير موثوقة عن استخدام الجيش الإسرائيلي للفوسفور الأبيض بشكل غير قانوني: وهو سلاح كيميائي وحراري مروع يسبب تلوثا واسع النطاق للتربة والمياه. ويؤثر استنشاق الغبار والدخان السامين سلبا على صحة السكان.

ولفت إلى أن هدف الحكومة الإسرائيلية الاستراتيجي الرئيسي هو تدمير النظام البيئي في غزة وإبادة سبل عيش سكانها. ويبدو أنها تسعى إلى ما وصفه البعض بـ"الإبادة البيئية": أي التدمير الشامل لجميع جوانب الحياة في غزة.

وقال مونبيوت إنه حتى في غياب قانون خاص بالإبادة البيئية، الذي نطالب به، فإن تدمير النظام البيئي الفلسطيني يشكل انتهاكا واضحا للمادة 8 من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، ويجب النظر إليه على نفس مستوى جريمة الإبادة الجماعية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة