الخميس 9 اكتوبر 2025

عرب وعالم

سياسيون وخبراء أردنيون: اتفاق وقف إطلاق النار في غزة خطوة جوهرية لإنهاء المأساة وترسيخ السلام

  • 9-10-2025 | 13:17

قطاع غزة

طباعة
  • دار الهلال

أشاد سياسيون وخبراء أردنيون بالجهود الكبيرة التي بذلتها مصر وقطر وتركيا برعاية أمريكية في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدين أن هذه الوساطة النشطة أسهمت في وقف نزيف الدم الفلسطيني وفتحت الباب أمام مرحلة جديدة من العمل السياسي والإنساني الهادف إلى تحقيق سلام عادل وشامل يعيد الحقوق إلى أصحابها.

وأكدوا في تصريحات لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط في عمان أن الاتفاق يشكل منعطفًا تاريخيا وفرصة حقيقية لإنهاء المأساة الإنسانية التي عاشها الفلسطينيون على مدى عامين من الحرب المدمرة، مشددين على أهمية ضمان تنفيذ الاتفاق واستمراره بما يؤدي إلى وقف دائم للحرب وإعادة إعمار القطاع وتهيئة الأرضية لمسار سياسي مستدام.

وقال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي ماهر أبو طير إن وقف إطلاق النار يعد أمرا بالغ الأهمية كونه يفتح الباب أمام حلول سياسية وأمنية وشعبية شاملة تنهي دوامة الصراع وتخفف من معاناة سكان غزة الذين يعيشون ظروفا قاسية غير مسبوقة.

وأضاف أن ضمانات التنفيذ تمثل جوهر الاتفاق، إذ يجب الانتقال إلى المراحل التالية بما يضمن عدم تهجير الفلسطينيين قسراً أو طوعاً، وإعادة إعمار القطاع وإدارته بما يتوافق مع تطلعات أبنائه. وأشار أبو طير إلى أن المنطقة تمر بظروف متوترة ومعقدة، ما يجعل إنهاء الحرب في غزة ضرورة ملحة لإطفاء الأزمات الإقليمية وتجنب انزلاق المنطقة نحو المجهول.

من جانبه، وصف الكاتب والمحلل السياسي عبدالحكيم قرالة الاتفاق بأنه مكتسب وطني وإنساني كبير يجب البناء عليه للوصول إلى سلام دائم ومستدام، مشيراً إلى أن الجهود التي بذلتها مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة كانت حاسمة في إقناع إسرائيل بالموافقة على الاتفاق. وأوضح قرالة أن المرحلة الأولى من الاتفاق — التي تتضمن وقف المجازر، انسحاب القوات الإسرائيلية، واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق — هي الأصعب، لأن التحدي الحقيقي يكمن في مدى التزام إسرائيل بالتنفيذ بعد استعادة أسرها المحتجزين لدى المقاومة. وأكد أن الولايات المتحدة والرئيس ترامب يتحملان مسؤولية كبرى في ضمان التزام إسرائيل ببنود الاتفاق، مشدداً على ضرورة البناء على هذه الخطوة نحو سلام عادل وشامل يعيد الحقوق الفلسطينية بإقامة الدولة المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

أما الدكتور خالد شنيكات، أستاذ العلوم السياسية ورئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية، فاعتبر أن الاتفاق يمثل تطوراً نوعياً في صراع دموي خلف دماراً ومأساة إنسانية غير مسبوقة في غزة.

وبين أن الاتفاق تم برعاية أميركية ومصرية وقطرية ويتضمن مرحلتين أساسيتين الأولى و تشمل تبادل الأسرى، انسحاب الجيش الإسرائيلي، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، و الثانية وهي الأصعب، وتتعلق بنزع سلاح الفصائل وتشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة، وهي خطوة يرفضها اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يسعى لإفشال أي تسوية سياسية.

وأشار شنيكات إلى أن مدى التزام إسرائيل بالضمانات الأميركية سيظهر خلال الأيام المقبلة، لافتا إلى أن استمرار الاتفاق يتوقف على الضغط الدولي لمنع أي خرق أو تصعيد جديد.

من جانبه، رحب رئيس كتلة حزب عزم النيابية الدكتور أيمن أبو هنية باتفاق وقف إطلاق النار، واصفا إياه بأنه خطوة أساسية نحو وقف نزيف الدم وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق.

وثمن أبو هنية الجهود الحثيثة التي بذلتها مصر وقطر وتركيا في الوساطة والتنسيق بين الأطراف، مؤكدا أن هذه الدول كان لها الدور الأبرز في التوصل إلى هذا الاتفاق الإنساني والسياسي المهم.

كما أشاد بموقف الولايات المتحدة والرئيس ترامب الرافض لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، معتبراً ذلك موقفاً متقدماً في دعم الحق الفلسطيني.

وأعرب أبو هنية عن تقدير الكتلة الكبير للجهود التي يقودها عاهل الاردن الملك عبدالله الثاني دفاعا عن القضية الفلسطينية وسعيه الدائم لوقف العدوان وحماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مؤكداً ضرورة الالتزام الكامل ببنود الاتفاق بما يضمن استمراريته وحماية المدنيين، وداعيا إلى استثمار هذا الإنجاز لإطلاق عملية سياسية شاملة تنهي الاحتلال وتعيد الحقوق المشروعة للفلسطينيين.

كما رحب خميس عطية رئيس كتلة إرادة والوطني الإسلامي بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبرا أن هذه الخطوة تمثل بداية ضرورية لوقف العدوان ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، مشددا في الوقت ذاته على أن الهدنة لا تغني عن إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وقال رئيس الكتلة، إن الأردن بقيادته الهاشمية قدم نموذجا في الثبات والموقف الأخلاقي والسياسي تجاه العدوان، مشدداً على أن هذه الهدنة يجب أن تكون بداية لمسار سياسي جديد يقود إلى انسحاب إسرائيلي كامل واعتراف بالدولة الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس.

وكان الأردن قد رحب رسميا بالتوصل إلى اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة وبالآليات المتفق عليها لتنفيذ المرحلة الأولى، بما يؤدي إلى وقف الحرب وتبادل الأسرى وانسحاب القوات الإسرائيلية وإدخال المساعدات الإنسانية.

وثمّن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية أيمن الصفدي الجهود الكبيرة التي بذلتها مصر وقطر والولايات المتحدة وتركيا، مؤكداً ضرورة تنفيذ بنود الاتفاق كاملة وإنهاء الحرب ومعالجة آثارها الكارثية.

وأشاد الصفدي بدور الرئيس دونالد ترامب ومبادرته لإنهاء الحرب، ومنع تهجير الفلسطينيين، وإعادة إعمار غزة، ودفع عملية السلام الشامل، مؤكداً أن السلام العادل لا يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة