أعلنت باكستان، اليوم الأربعاء، التوصل إلى وقفٍ مؤقتٍ لإطلاق النار مع أفغانستان لمدة 48 ساعة، عقب تصاعد الاشتباكات الحدودية بين الجانبين، وذلك بعد ما وصفته باكستان بـ "ضربات دقيقة" نفذها جيشها داخل العاصمة كابول وإقليم قندهار الأفغاني.
وقالت وزارة الخارجية الباكستانية - وفق بيان أوردته صحيفة (دون) الباكستانية - إن الحكومة الباكستانية ونظام طالبان الأفغاني توصلا - بموافقة متبادلة - إلى وقفٍ مؤقتٍ لإطلاق النار يبدأ في السادسة مساء اليوم (بالتوقيت المحلي)؛ "بناءً على طلب طالبان"، مشيرة إلى أن الطرفين سيعملان خلال هذه الفترة على إيجاد حل إيجابي للأزمة من خلال الحوار البنّاء.
وكانت وسائل الإعلام الرسمية الباكستانية قد أفادت - في وقت سابق - بأن القوات المسلحة الباكستانية نفذت ضربات دقيقة في قندهار وكابول استهدفت مواقع تابعة لطالبان الأفغانية، موضحة أن "مقرات كتيبة طالبان الرابعة ولواء الحدود السادس دُمّرت بالكامل، فيما قُتل عشرات المسلحين المحليين والأجانب".
وذكرت مصادر أمنية أن الضربات جاءت ردًّا على هجمات عبر الحدود نفذتها طالبان ضد مواقع باكستانية في منطقة سبين بولدك بإقليم بلوشستان، مؤكدة أن الجيش الباكستاني "يمتلك القدرة الكاملة على الرد الحاسم على أي عدوان خارجي".
وفي بيان منفصل، أعلنت هيئة العلاقات العامة للقوات المسلحة الباكستانية أن الجيش صدّ هجوماً شنّته طالبان على أربع نقاط حدودية في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، وأسفر عن مقتل ما بين 15 إلى 20 من مقاتلي طالبان، بينما قُتل 23 جندياً باكستانياً وأُصيب 29 آخرون في مواجهات سابقة خلال الأسبوع نفسه.
وتشهد الحدود بين البلدين تصعيداً متكرراً منذ مطلع الأسبوع، وسط تبادل الاتهامات بشن هجمات داخل أراضي كل طرف. وتتهم إسلام آباد كابول بالسماح لجماعات مسلحة باستخدام الأراضي الأفغانية لمهاجمة باكستان، وهو ما تنفيه حركة طالبان.
وقال وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف - أمس الأول - إن العلاقات بين البلدين تمر بـ«جمود تام»، مضيفاً: «لا توجد حالياً علاقات مباشرة أو غير مباشرة، والوضع العام متوتر وقد تتجدد المواجهات في أي وقت».