شهدت فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي تنظيم ندوة خاصة احتفالًا بمئوية المخرج العالمي يوسف شاهين، وذلك بحضور نخبة كبيرة من الفنانين وصناع السينما، الذين استعادوا ذكرياتهم معه وتحدثوا عن تأثيره الفني والإنساني العميق على مسيرتهم. وقد تحولت الندوة إلى حالة من الحنين والفخر، تكريمًا لاسم أحد أبرز مخرجي العالم العربي.
وخلال الندوة، تحدث المنتج جابي خوري عن علاقته الشخصية بالمخرج الراحل قائلاً: «غير حياتي بالكامل، كنت مهندس كهرباء وأدرس الهندسة، وعندما عدت إلى مصر، طلب مني أن أتعلم صناعة السينما على يديه، وعرض أن يدرس لي يوميًا، اقترحت أن أحصل على ألف جنيه شهريًا، لكنه قال إنه سيفكر في العرض ولا يتحدث مرة أخرى عن الأجر».
وأضاف: «يوسف شاهين كان يفهم كل تفاصيل صناعة السينما، من التصوير والإنتاج إلى المونتاج والموسيقى، وقد قام بتلحين أغنية، لكن لا يمكنني الكشف عنها».
أما الفنانة يسرا، فاستعادت موقفًا خاصًا جمعها به، مؤكدة قوة حضوره الفني وتأثيره العظيم على من يعمل معه، وقالت: «شاركت معه لحظة تحميض الفيلم في المعمل، وكان صاحب رؤية وخبرة واسعة جدًا، يعرف جودة التحميض بمجرد لمس الشريط. في فيلم إسكندرية كمان وكمان كنا نقرأ أول اسكربت، وتحدث عن هاملت، وكان دائمًا ملهمي».
وتابعت: «يوسف شاهين حالة فنية لن تتكرر، دكتاتور في شغله، جدع وفنان بكل المعاني، يمنح كل من يتعامل معه التحدي ليقدم أفضل ما لديه».
وأضافت يسرا: «أى فنان يشتغل مع يوسف شاهين بيتأثر بيه جدًا، تأثيره بيكون طاغٍ لدرجة إن بعض الممثلين ممكن يظهروا بطريقة مختلفة عن طبيعتهم، وده لأنه كان عنده قدرة غير عادية على إخراج طاقات الناس اللي حواليه».
واستكملت: «يوسف شاهين كان بيحب الممثلين جدًا، وكان يقف ورا الكاميرا بنفسه علشان يلقط مني التعبير اللي عايزه… من غير ما يطلبه بشكل مباشر».
كما روت موقفًا مؤثرًا قائلة: «في مرة كنت مش فاهمة المشهد وقلت له: أنا مش عارفة أعمل إيه؟ رد عليّ وقال: أنا مش عايزك إنتي اللي تنوريني، أنا عايز نور رباني… وبعد تصوير المشهد لقيته قاعد لوحده ودمعة في عينه».
واختتمت حديثها مؤكدة: «كان بيخليني أشارك في كل تفاصيل الشغل… يوسف شاهين كان بيملك نورًا خاصًا، طاقة بتعدي لكل اللي حواليه، وكان فعلاً بيصنع حالة فنية مش ممكن تتكرر».
وشهدت الندوة حضور عدد كبير من أبرز الفنانين، من بينهم: حسين فهمي، يسرا اللوزي، محمود حميدة، لبلبة، خالد يوسف، عمر عبد العزيز، روجينا، محمد حفظي إلى جانب نخبة من المخرجين والضيوف الذين حرصوا على المشاركة في الاحتفاء بمشواره.