الثلاثاء 4 نوفمبر 2025

ثقافة

من وادي الملوك إلى المتحف الكبير.. رحلة القناع الذهبي لتوت عنخ آمون

  • 28-10-2025 | 09:48

توت عنخ آمون

طباعة
  • همت مصطفى

في مشهد مهيب يليق بعظمة الحضارة المصرية، يستعد العالم لحدث استثنائي لم تشهده البشرية من قبل، في الأول من نوفمبر 2025، تفتح مصر أبواب أضخم متحف أثري في العالم، المتحف المصري الكبير، الذي يقف شامخًا أمام أهرامات الجيزة الخالدة، ليكون شاهدًا على عودة الفرعون الذهبي إلى موطنه الأبدي.

 

ووسط احتفالية عالمية تليق بعراقة  الحضارة التي تمتد لسبعة آلاف عام من الحضارة، استقبل المتحف   المصري الكبير ضيفه الأهم، القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون، الذي اكتمل وصوله إلى قاعته المخصصة، معلنًا بداية عصر جديد في تاريخ الآثار المصرية، إنها لحظة فارقة تجتمع فيها، لأول مرة منذ أكثر من قرن، كنوز الملك الشاب كاملة تحت سقف واحد.

في هذا الافتتاح المهيب،  للمتحف المصري الكبير ينتهي الانتظار الطويل، وتُطوى صفحة امتدت لأكثر من مئة عام، لتبدأ رحلة جديدة للقناع الذهبي الأسطوري في  المتحف المصري الكبير
بداية الأسطورة

في نوفمبر عام 1922م، قام الأثري الإنجليزي هوارد كارتر بواحد من أهم الاكتشافات الأثرية في التاريخ، وهي مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، حيث  عثر على أربعة حجرات محفورة في الصخر مخبأة تحت صخور وادي الملوك بمدينة الأقصر وبها ما يزيد على 5000 قطعة أثرية فريدة  وكانت شاهدة على رحلة الملك من الحياة إلى الموت.

 وتم تسجيل آثار توت عنخ آمون بالمتحف المصري بالتحرير عام 1934 م لتبدأ رحلة جديدة للقناع الذهبي في القاهرة  قلب العاصمة المصرية.
وداع ميدان التحرير

 وودّع قناع  الملك الذهبي توت عنخ آمون  المتحف المصري بالتحرير في سبتمبر الماضي  2025م أحد أبرز كنوزه الأثرية، القناع الذهبي للفرعون توت عنخ آمون وباقي مقتنيات الملك الشاب، في خطوة تاريخية تمهيدًا لعرضها الكامل داخل قاعات المتحف المصري الكبير لأول مرة.
وكانت  أعمال تغليف قناع الملك توت عنخ آمون وبقية مقتنياته الملكية بدأت  داخل المتحف المصري بالتحرير، تمهيدًا لنقلها  في يوم 29 سبتمبر  إلى المتحف المصري الكبير، وسط إجراءات دقيقة وتحت إشراف لجنة متخصصة من وزارة السياحة والآثار
عرض استثنائي لم يحدث من قبل
لأول مرة في التاريخ قضت المجموعة الكاملة لمقتنيات الفرعون الذهبي توت عنخ آمون يومها الأول كاملة ومجتمعة في مكان واحد وهو المتحف المصري الكبير، وذلك منذ اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي في 4 نوفمبر 1922، أي ما يقرب من 103 سنة
أوضح المصدر أن الزائر يحتاج لأكثر من ساعتين لاكتشاف القاعة بالكامل، نظرًا لتصميمها المبتكر الذي يحاكي أحدث نظم العرض المتحفي في العالم 
القاعة تضم أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية من مجموعة الملك، ويصاحب كل قطعة شاشة عرض رقمية صغيرة تقدم شرحًا تفاعليًا لتاريخها وموقع اكتشافها وقصتها في حياة الملك 

موعد مع التاريخ

في تاريخ رمزي يحمل دلالات عميقة، يفتح المتحف المصري الكبير أبوابه في الأول من نوفمبر 2025، ليكون شاهدًا على عودة الملك الذهبي إلى أرض الأهرامات، و يعد قناع توت عنخ آمون أحد أبرز رموز الحضارة المصرية القديمة، وأيقونة عالمية للجمال والفن الفرعوني، يجسد عبقرية الصنعة الذهبية في عصر الدولة الحديثة، وما زال يجذب أنظار العالم منذ اكتشاف مقبرة الملك الشاب في وادي الملوك 

وبهذا الافتتاح المهيب، تختتم رحلة استمرت أكثر من ثلاثة آلاف عام، من وادي الملوك إلى متحف التحرير، وصولًا إلى المتحف المصري الكبير، حيث يستقر القناع الذهبي في موطنه الأخير أمام أهرامات الجيزة الخالدة، ليروي للعالم أجمع قصة حضارة لا تُنسى ومجد لا يُضاهى.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة