أكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن كل الرؤى العالمية بشأن التنمية المستدامة ومكتسباتها في المنطقة العربية التي تتوجه للإنسان وتسعى لتحقيق جودة حياته ورفاهه وتعزيز الأمن والسلم العالمي أصبحت رهينة لممارسات الاحتلال الوحشية بالأراضي العربية المحتلة.
وقالت الأمانة العامة في بيان صدر اليوم بمناسبة اليوم العربي للسكان والتنمية آن " احتفال اليوم العربي للسكان والتنمية هذا العام يقف على بعد خمس سنوات فقط من عام 2030، كموعد عالمي معلن للوصول إلى أهداف أجندة التنمية المستدامة بمساعيها الحثيثة لضمان "ألا يترك أحد خلف الركب"، وما ينضوي تحت هذا الوعد من توجه جاد نحو إحداث تحول عميق في العالم من خلال تبني مفهوم التنمية المستدامة الشاملة والعادلة للجميع بدون أي تفرقة أو تمييز وتمكينهم ليصبحوا شركاء وليس فقط مستفيدين في هذا المسعى.
وأضاف البيان أن بناء مستقبل مستدام هو مسؤولية مشتركة بين جميع القطاعات في جميع أنحاء المعمورة بدأً من صانعي السياسات ومروراً بقطاع الأعمال والمجتمع المدني وانتهاءا بالمواطنين.
وأشارت الجامعة إلى أن أجندة التنمية المستدامة 2030 ومن قبلها برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية 1994، والمستند في إطار عمله على مبدأ "الإنسان هو جوهر وقلب التنمية التي تتوجه للإنسان وتسعي لتحقيق جودة حياته عبر مقاربات حقوقية تحترم حقوق الإنسان الفردية"؛ ليسا مجرد التزاماً سياسياً او اخلاقياً بل هي خيارات منطقية اقتصادية مصاحبة للجهود المبذولة لتحقيق السلام الدائم والازدهار المشترك والتقدم المستدام من أجل الناس والكوكب.
و استدركت قائلة "لكن كل هذه الرؤى العالمية ومكتسباتها التي تتوجه للإنسان وتسعى لتحقيق جودة حياته ورفاهه وتعزيز الأمن والسلم العالمي تبقي الآن رهينة تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية والصراعات والنزاعات المسلحة وممارسات الاحتلال الوحشية بالأراضي العربية المحتلة ما يدق ناقوس الخطر ويرسم صورة قاتمة لهذه الخمسية الاخيرة والتي قد تتجه لمزيد من التصعيد وربما نشوب حروب واسعة النطاق تجعل من الصعب على الدول الانخراط في جهود التنمية بل وتدفع المزيد منها لسحب موارد العمل الانمائي وتوجيهها إلى النفقات الأمنية والعسكرية ما يؤدي بالنهاية إلى فتور الالتزام السياسي باستحقاقات هذه الرؤى العالمية.
وقالت الجامعة "حان الوقت لأن نقف جميعا ونتكاتف عالمياً للحفاظ على الجهود والمكتسبات المتحققة على الأرض ونحميها من الضياع بالاستثمار في الإسلام وحماية الأرواح ووقف نزيف الدم البشري، فكيف للمجتمعات أن تبني مستقبلا مزدهرا وهي تفقد شبابها الواعد وأطبائها ومهندسيها؟.
وتساءلت الأمانة العامة في بيانها "كيف لعجلة الاقتصاد أن تدور ومؤسساتها مدمرة وقواها العاملة مشتتة؟ فرأس المال البشري هو الوقود الحقيقي لأي تنمية، وهو حجر الأساس الذي لا غنى عنه لديمومتها، واستنزافه يدفع بالمجتمعات عقودا إلى الوراء.
وأشارت إلى أن التنمية والأمن والاستقرار تشكل كلها حلقات متكاملة، فلا تنمية دون استقرار حقيقي، ولا استقرار حقيقي دون الاستثمار في السلام وحماية روح الانسان، فالنمو المنشود اداته الإنسان وغايته الانسان ولا يتحقق سوى بالاستثمار في الإنسان تعليما وصحة وغذاء وكساء وثقافة ووعياً.