أعربت منظمة الصحة العالمية عن صدمتها البالغة وقلقها العميق إزاء تقارير مؤكدة تفيد بمقتل أكثر من 460 مريضًا ومرافقًا داخل مستشفى الولادة السعودي بمدينة الفاشر في السودان، جراء الهجمات الدامية الأخيرة التي استهدفت المرافق الصحية، إلى جانب اختطاف عدد من العاملين الصحيين.
وأوضحت المنظمة، في بيان اليوم الأربعاء، أن هذا الاعتداء ليس الأول من نوعه منذ اندلاع النزاع في السودان في أبريل 2023، مشيرة إلى أنها تحققت خلال تلك الفترة من نحو 185 هجومًا على منشآت طبية، أسفرت عن مقتل أكثر من 1204 أشخاص وإصابة 416 آخرين من المرضى والطواقم الطبية.
وأضافت أن العام الجاري وحده شهد تسجيل 49 هجومًا جديدًا على المرافق الصحية، أدت إلى وفاة 966 شخصًا، في مؤشر يعكس تدهورًا خطيرًا في الأوضاع الإنسانية والصحية مع استمرار أعمال العنف.
وطالبت المنظمة بوقف فوري وغير مشروط لكافة الهجمات على المنشآت الطبية والعاملين بها، مؤكدة أن المرضى والأطباء والمستشفيات يتمتعون بحماية القانون الإنساني الدولي، وأن استهدافهم يُعد جريمة ضد الإنسانية.
وفي سياق متصل، حذرت المنظمة في أحدث تقاريرها لعام 2025 من ارتفاع الهجمات على الرعاية الصحية في مناطق النزاعات عالميًا بنسبة 45% مقارنة بالسنوات السابقة، الأمر الذي يهدد الأنظمة الصحية الهشة ويقوض جهود مكافحة الأمراض والأوبئة.
كما أشارت دراسات طبية صادرة عن مجلة "The Lancet Global Health" إلى أن استمرار استهداف المستشفيات في مناطق النزاع يؤدي إلى ارتفاع معدلات وفيات الأمهات وحديثي الولادة بأكثر من 60% نتيجة غياب الرعاية الأساسية، مما يجعل الهجوم على مستشفى الولادة بالفاشر كارثة إنسانية جسيمة.
واختتمت منظمة الصحة العالمية بيانها بقولها: "أوقفوا إطلاق النار... دعوا الأطباء ينقذون الأرواح بدلًا من أن تُزهق أرواحهم."