يُعد الفنان علي سرميني واحدًا من أبرز رموز الفن التشكيلي في سوريا والعالم العربي، إذ ترك بصمة فنية وأكاديمية خالدة امتدت على مدى عقود من الإبداع والبحث الجمالي.
وُلد في مدينة حلب عام 1943، وتعلم على يد الفنان الكبير فاتح المدرس، أحد أهم رواد الفن التشكيلي السوري، ومنذ بداياته، أظهر سرميني شغفًا خاصًا بالفن ورؤية متميزة جمعت بين الأصالة والتجديد.
التحق بكلية الفنون الجميلة في دمشق، وتمكن عام 1968من الفوز بالجائزة الأولى في مسابقة الجامعة، بعد عام واحد فقط من مشاركته في تأسيس نقابة الفنانين التشكيليين السوريين عام 1967، تخرج في كلية الفنون عام 1972 بتقدير امتياز، وعُيّن معيدًا في الكلية.
وفي عام 1980، حصل على درجة الدكتوراه في علوم الفن والتصوير الجداري من ألمانيا، ليعود بعدها وينضم إلى الهيئة التدريسية في كلية الفنون الجميلة بدمشق، حيث عُين وكيلًا للكلية عام 1981، ثم عميدًا لها بين عامي 1993 و2001، كما تولى عمادة فرع الكلية في حلب بين 2006 و2011.
نال سرميني براءة تقدير كفنان متميز عام 1988، وشارك في تقييم العديد من الأبحاث الفنية في جامعات عربية بمصر والإمارات والأردن، وكان عضوًا في لجنة تحكيم جائزة نوبل العربية للثقافة والفنون في الكويت.
أقام علي سرميني 27 معرضًا فنيًا خلال مسيرته، بدأها في حلب عام 1962، تلتها معارض في اللاذقية عام 1975 ودمشق عام 1976، كما شارك في معارض دولية بارزة في برلين عام 1980 والاتحاد السوفيتي عام 1988.
تُعرض أعماله اليوم في المتحف الوطني بدمشق ووزارة الثقافة السورية، إضافة إلى متاحف عالمية مثل بون وهامبورغ في ألمانيا ومتحف بوشكين في روسيا.
وخلال مسيرته الحافلة، نال عدة جوائز وتكريمات تقديرًا لإسهاماته الفنية، كان آخرها في معرض «حلب قصدنا والسبيل» عام 2016، ليبقى اسمه علامة فارقة في مسيرة الفن التشكيلي السوري والعربي.