15-11-2025 | 13:23
نانيس جنيدي
فى كل انتخابات، تتجدد الأسئلة حول مسئولية المواطن وواجب المشاركة، لكن يظل السؤال الأعمق متعلقًا بالدور الذى يلعبه الفن باعتباره أحد أهم مصادر التأثير فى الوعى الجمعى.
يفتح هذا التحقيق الملف الشائك والحيوى حول أهمية المشاركة في الانتخابات البرلمانية وبخاصة مع استعدادنا لاستكمالها من خلال محافظات المرحلة الثانية بالداخل، مستطلعا آراء نخبة من نجوم الفن حول دور الفنان بوصفه قدوة تحظى بمتابعة واسعة، وكيف يمكن لحرص الفنانين على التواجد أمام صناديق الانتخاب أن يرسخوا الثقة فى العملية الديمقراطية؟
هذا هو ما نتعرف عليه في جولتنا التالية.....
فى البداية أكدت الفنانة إلهام شاهين أن المشهد السياسى والاجتماعى الذى أعقب ثورة 30 يونيو أسهم فى رفع مستوى الوعى لدى المصريين بصورة غير مسبوقة، قائلةً: أستطيع الجزم بأن المجتمع المصرى بلغ مرحلة متقدمة من النضج السياسى لا يمكن أن تشهد تراجعًا، فقد ترسخت ثقافة المشاركة، وأصبح كل فرد يدرك أن لصوته قيمة حقيقية ووزنا مؤثرًا يجب أن يعبر عنه فى مختلف الاستحقاقات الدستورية.
وأضافت أن الفنانين كانوا دائما فى مقدمة المشاركين في كافة الانتخابات السابقة، مشيرة إلى أنها شهدت بنفسها مشاهد مهيبة من الإقبال الجماهيري، حيث قالت: عندما أدلينا بأصواتنا سابقاً، رأينا تدفقًا هائلًا من المواطنين على اللجان، وهو ما شهدناه ايضاً في محافظات المرحلة الأولي من الانتخابات البرلمانية وكذلك في انتخابات مجلس الشيوخ.
وترى شاهين أن هذا الحضور الكثيف هو تعبير عن إحساس وطنى راسخ بأهمية المشاركة، قائلةً: علينا أن نؤمن بأن كل صوت يصنع فارقًا حقيقيا فى النتيجة النهائية، أما الاعتقاد بأن الصوت الفردى لا قيمة له، فيفرغ العملية الانتخابية من جوهرها.
تكاتف الجميع
ترى الفنانة فاطمة الكاشف أن مشاركة نجوم الفن فى الانتخابات البرلمانية ظاهرة إيجابية وضرورية فى هذه المرحلة الدقيقة، مؤكدةً أنه لا يوجد أى فارق جوهرى بين الفنان والمواطن العادى فى هذا السياق، وقالت: نحن جميعا مصريون تجمعنا محبة هذا الوطن والرغبة الصادقة فى استقراره وتقدمه، ومن ثم فإن تكاتف الجميع لقيادة مسيرة البناء يعد أمرًا بالغ الأهمية.
وتؤكد الكاشف أن المطلوب اليوم هو استمرار روح التكاتف، وأن يضع الجميع أيديهم فى أيدى بعضهم البعض، وأن يتوجهوا معا إلى صناديق الاقتراع، وتضيف: سواء كان من يقف أمام اللجنة فنانًا يتمتع بالشهرة، أو مواطنا من أى فئة من فئات المجتمع، فالهدف واحد والواجب متساوٍ.
وتشير إلى أن حضور الفنانين فى لجان الاقتراع في كافة الانتخابات كان له أثر ملحوظ لا يمكن تجاهله، قائلةً: لكل فنان قاعدة واسعة من المحبين الذين يرون فيه قدوة، وحين يشاهد الجمهور فنانه المفضل يشارك فى الانتخابات، فإن ذلك يرسل رسالة قوية تحفزهم على اتباع نفس المسار، فوجود الفنانين وسط الناس، يشاركونهم الواجب نفسه، يمنح محبيهم طاقة إيجابية وحافزًا مضاعفًا للمشاركة الفعالة فى العملية الانتخابية.
ملحمة وطنية
أكدت الفنانة لقاء سويدان أن ما شهده المصريون خلال أيام الانتخابات في محافظات المرحلة الأولي بالداخل لم يكن مجرد عملية تصويت عادية، بل كان ملحمة وطنية حقيقية تجسد حب الوطن والانتماء إليه، وأضافت: مشاركة الفنان دائما في مثل هذه المشاهد الوطنية يقدم القدوة للشباب وللجميع ويمثل حافزًا وتشجيعا قويا له وهم على النزول والمشاركة دون تردد.
وأضافت سويدان: مشاركة الفنان تعد واجبا وطنيًا أساسيا، ليس فقط كشخصية عامة بل كمواطن مسئول، ووجود الفنان فى لجان الاقتراع يؤكد أن صوت كل فرد له أهمية قصوى.
يوم الوفاء الوطنى
أكد الفنان إيهاب فهمى أن ما شاهده بعينه خلال الانتخابات لم يكن مجرد حضور لفئة بعينها، بل كان مشاركة غير مسبوقة شملت جميع طوائف المجتمع وطبقات الشعب المصرى العظيم، وأضاف: لم يقتصر الأمر على نجوم الفن فقط، بل أدرك الجميع أن هذا يوم الوفاء الوطني، لذا أقول بوضوح لكل من يساوره الظن بأن صوته لن يحدث فرقًا: إن حق الانتخاب هو حق أصيل ومكفول لكل إنسان، وليس مجرد امتياز، بل هو الضمانة الأساسية التى تضمن تماسك الوطن وترابطه وقوته، هذا الحق يمنحك الفرصة الحقيقية لتحديد مصيرك ومستقبلك، فمن يرى أن أحد المرشحين لا يصلح لتمثيله، فعليه واجب وطنى ودستورى بالذهاب والإدلاء بصوته لاختيار البديل المناسب، بدلاً من ترك الساحة لمن لا يراه كفؤًا.
وختم بالقول: كل من أدلى بصوته فى هذه الانتخابات فعل ذلك لأنه يدرك أن قراره يصب فى صالحه الشخصي، وفى المقام الأول لصالح بلده ومستقبل أبنائه.
واجب وطني
أكد الفنان أحمد فهيم أن تواجد الفنانين فى المشهد الانتخابى قد يكون حافزًا إضافيا لفئات الشعب الأخرى للمشاركة، لكنه شدد على أن هذا الحافز لا يجب أن يكون الركيزة الأساسية للمشاركة.
وقال: الأصل أن يدرك كل مواطن أن المشاركة والإدلاء بالصوت أمر طبيعى وأساسي فهذا واجب وطنى ودستورى.
وأضاف فهيم: عندما شاركت أنا شخصيا فى العملية الانتخابية، لم أشارك بصفتى فنانا مشهورًا، بل كمواطن مصرى له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات كأى شخص آخر، لم يكن الهدف أن يسمع صوتى بفضل الأضواء، بل لأن المشاركة واجب محتوم على كل مصرى يحب وطنه.
وتابع: الغاية الأسمى أن يكون لكل مواطن دور في دعم ومساندة هذا الوطن في كل الأوقات سواء في الانتخابات أو غيرها.
دور مزدوج
أكدت الفنانة سميرة أحمد أن تواجد النجوم والفنانين فى المشهد الانتخابى دائماً كان دافعا قويا وملموسا لحث قطاعات واسعة من محبيهم على المشاركة الفعالة، وقالت: من طبيعة النفس البشرية أن يميل الإنسان إلى تقليد الفعل الذى يقوم به من يحبه ويقدره، والفنان هنا يشكل مرآة عاكسة تؤثر فى سلوك جمهوره.
وأضافت: رغم أن الشعب المصرى يمتلك من الوعى والنضج السياسى ما يكفى ليدرك أن العملية الانتخابية تصب فى صالحه الشخصى ومستقبل وطنه، إلا أن هذه الإدراك يتعزز ويقوى بالقدوة الحسنة.
وأوضحت سميرة أحمد أن دور الفنانين مزدوج، قائلةً: هم ليسوا فقط مواطنين يؤدون واجبهم الوطني، بل هم قدوة تحفز محبيهم على المشاركة والنزول إلى صناديق الاقتراع فى الانتخابات البرلمانية، لترتسم بذلك صورة متكاملة تجمع بين الوعى الذاتى والتأثير المجتمعى الإيجابي.