أكد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أهمية التعاون مع جمهورية كوريا في كافة المجالات، وذلك خلال مؤتمر صحفي اليوم الخميس مع رئيس جمهورية كوريا لي چاي ميونغ بقصر الاتحادية بالقاهرة.
وأضاف السيد الرئيس أنه اتفق مع رئيس جمهورية كوريا خلال المباحثات، على أهمية اتخاذ خطوات تنفيذية، لتدشين المزيد من أوجه التعاون في مجالات مختلفة؛ تشمل الذكاء الاصطناعي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خاصة وأن هذا المجال عابر للقطاعات، ويساهم في زيادة الإنتاجية وتوسيع الأعمال في مجالات عدة.
وأشار إلى أهمية تشجيع قطاع الأعمال الكوري، على تدشين مصانع لإنتاج البتروكيماويات، والاستفادة من القدرات التكنولوجية لجمهورية كوريا في هذا المجال، خاصة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، فضلاً عن جذب الشركات الكورية، المتخصصة في إنتاج السيارات وبناء السفن، لتعزيز تواجدها بمصر، وإنشاء المزيد من المصانع لهذا الغرض، للاستفادة من الحوافز الاستثمارية، التي تتيحها الحكومة المصرية في هذه القطاعات.
وقال الرئيس : "تناولنا كذلك بإيجابية؛ مقترح إنشاء جامعة كورية، متخصصة في العلوم والتكنولوجيا في مصر بالإضافة إلى دراسة إمكانية إنشاء مدارس كورية في مصر، بهدف نقل التجربة التعليمية وتبادل الخبرات، كما شهدنا اليوم توقيع البلدين على مذكرتي تفاهم في مجال الثقافة والتعليم".
ورحب السيد الرئيس برئيس جمهورية كوريا في زيارته الأولى إلى مصر التي تأتي في إطار الرغبة المشتركة، لدفع العلاقات بين البلدين قدماً، وتتزامن مع الاحتفال هذا العام بمرور ثلاثة عقود على تدشين العلاقات الدبلوماسـية بين مصر وجمهورية كوريا، حيث شهدنا طوال هذه السنوات تطور علاقات التعاون والصداقة بين البلدين، والقائمة على الاحترام المتبادل، ودعم السلام والتنمية والرخاء، لتصل إلى مستوى الشراكة التعاونية الشاملة.
وتابع : "تشكل العلاقات المصرية الكورية، جسرا من التواصل الحضاري والثقافي كما أنها تطرح نموذجا للتعاون الاقتصادي، القائم على التكامل وتعظيم الفائدة المشتركة، من قدرات البلدين وطاقات شعبيهما، وانطلاقا من هذه الأرضية المشتركة؛ تناولت وفخامة الرئيس (لي) اليوم، مجمل جوانب العلاقات الثنائية بين مصر وجمهورية كوريا، لاسيما في مجال التعاون الاقتصادي، ومشاركة الشركات الكورية في العديد من المشروعات المهمة في مصر والتي أغتنم هذه الفرصة، لدعوتها لتعزيز أعمالها وتوسيع استثماراتها كما أدعو شركات كورية جديدة، لدخول السوق المصري، والاستفادة مما يتيحه من فرص واعدة".
ولفت الرئيس السيسي إلى أنه تطرق خلال المناقشات مع رئيس كوريا إلى القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث اتفقنا على ضرورة تعزيز ثقافة السلام العالمية، ودعم الاستقرار في منطقتي الشرق الأوسط وشبه الجزيرة الكورية، فضلا عن أهمية تكثيف الجهود العالمية للتصدي للتحديات الراهنة؛ وعلى رأسها التصدي للإرهاب، ومكافحة الأوبئة، ومعالجة الآثار السلبية لظاهرة تغير المناخ، والتمسك بأحكام القانون الدولي ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة.
وقال: "استعرضت في هذا الإطار؛ جهود مصر اتصالا بالحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي، والتي توجت مؤخراً بالتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك عبر الاتفاق الذي تم توقيعه في "قمة شرم الشيخ للسلام"، يوم 13 أكتوبر 2025 بحضور دولي واسع، وأوضحت لفخامة الرئيس "لي"، موقف مصر الثابت، والقائم على أهمية حل الدولتين، من أجل الوصول إلى سلام دائم وشامل وعادل مشيراً إلى تطلعنا لاعتراف المزيد من الدول بالدولة الفلسطينية، من أجل دعم هذا المسار وتقديرنا للمشاركة الكورية الفاعلة مستقبلا، في عملية إعادة إعمار قطاع غزة".
واختتم الرئيس السيسي كلمته بالترحيب مجددا بالرئيس "لى" في القاهرة، معربا عن تطلعه إلى العمل معا لتحقيق الرخاء لشعبينا الصديقين، والبناء على ثلاثة عقود من النجاح المشترك، كما توجه الرئيس بالتحية والتقدير لرئيس كوريا أثناء زيارته الأولى لمصر وأيضاً على الروح والإرادة السياسية الكبيرة جداً لتطوير التعاون بين البلدين.
وقال: "وأقول لفخامة الرئيس أننا من جانبنا، في مصر، نشارككم هذه الإرادة والاستعداد لتقديم كل التسهيلات للشركات الكورية، وليس فقط الشركات، وإنما أيضاً للقطاعات الكورية المختلفة للتعاون معنا في المجالات المختلفة التي تحدثنا بشأنها سواء كانت اقتصادية أو تجارية أو ثقافية أو عسكرية".
وتابع: "مرة أخرى، أرحب بفخامة الرئيس، وسيسعدني أن أزور كوريا مرة أخرى بعد تسع سنوات من الزيارة الأولى، وأتمنى لكم كل التوفيق."