السبت 18 مايو 2024

في معرض الكتاب.. هل تراجعت قصيدة الحب لصالح ألوان شعرية أخرى؟

20-1-2017 | 19:49

 

كتبت ـ آلاء عثمان

 

مع اقتراب موعد معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الثامنة والأربعين، بدأت دور النشر في الإعلان والترويج عن إصداراتها الحديثة، التي ستشارك بها خلال أيام المعرض، ومن بين أبرز تلك الإصدارات الدواوين الشعرية، التي يتميز معظم عناوينها بموضوعات تعتبر انعكاسا للأحداث الاجتماعية والاقتصادية في مصر والبلاد العربية، مثل دواوين "سيكولوجية المسحول" لمحمود الكيلاني، "ولاد 60 أزمة" لعادل الشربيني، و"سجن بالألوان" لجلال البديري، و"أكتب بالدم الأسود"، لحسن عامر، وغيرها من الدواوين، التي تعبر عما يعيشه المواطن في ظل الظروف المحيطة به. وهو يجعلنا نتساءل: أين موقع قصائد الحب، من بين الأنواع الشعرية الأخرى، وهل تراجعت لصالح القصائد الواقعية التي تعكس مظاهر الحياة الاجتماعية؟

 

يقول الشاعر عماد غزالي: إن تحديد مفهوم قصيدة الحب أولاً صعب، متسائلاً: هل ننظر للقصيدة مثلا بمفهومها العذري في بدايات الشعر، أم بمفهومها عند مدرسة أبوللو مثلا، أم بتجليها في بدايات قصيدة الشعر الحر، أم بمفهوم الغزل النزاري.

 

وأضاف "غزالى": إذ تحدثنا عن قصيدة الحب بشكلها العام المعنية بمخاطبة الحبيبة والتغزل فيها، فهي مازالت موجودة بقوة، وستظل موجودة، وهى تعتبر من أحب أغراض الشعر اقترابًا من المتلقي، أو القارئ.

 

وأوضح "غزالي" إن ما حدث هو اختلاف مفهوم الغرض الشعري نفسه، ففي معظم الأحيان نجد القصيدة الواحدة تحتوى على مواقف الحب، ومعها أشياء أخرى أيضًا، خصوصا في قصيدة النثر، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى نجد أن زاوية النظرة، وعمقها لمفهوم الحب، قد تكون تغيرت، فهل الخطاب العاطفي المقدم عاطفي منعزل عن الواقع، أم خطاب عاطفي واعٍ ويرى الواقع المحيط.

 

وأكد "الغزالي" أن النوعين من الخطابين موجودان، ولكن ليس على نفس القوة، فمفهوم الحب بالمعنى الرومانسي المحلق المثالي، هو الذي تراجع، لأن شروطه أصبحت غير متوافرة في واقعنا، ولا نستطيع أن نلوم أنفسنا على تراجع المثالية في حياتنا، فأحيانا هي نوع من الهروب من مواجهة الواقع، وأحيانا أخرى تحتاج المثالية موقفا مغايرا فيه لون من التحدي للواقع مع الوعي العميق به في نفس الوقت.

 

ويختلف الشاعر سالم الشهباني مع الغزالي، قائلا: إن الحب كله تراجع لصالح أشياء أخرى، وليست القصائد فقط، لأن المجتمع أصبح أكثر مادية، فنرى أن قصيدة الحب تراجعت لصالح قصائد تهتم بالفقر والبطالة والمشاكل ومعاناة الفرد، أو بمعنى آخر قصيدة الواقع إذا جاز القول.

 

وأضاف الشهابي: أن السبب في ذلك يرجع للأحوال الاجتماعية للبلد، فكيف يتحدث الشاعر عن الحب، وهو لا يجد قوت يومه، وكيف يشعر به وهو في حرب يومية اسمها لقمة العيش، ومعاناة لا تسمح له بأن ينتج قصائد عن الحب بعد أن أصبح الواقع أشد قسوة.

 

بينما كان للشاعر أحمد حداد رأي آخر حين قال: إن قصيدة الحب لم تختفِ، بل اتخذت أشكالاً أخرى للتعبير عن حالة الحب، وإذا نظرنا للقصائد التي غنتها الفنانة أم كلثوم، نجدها اختلفت عن التي غناها عبد الحليم، عن الأغاني التي يغنيها عمرو دياب مثلا.

 

وأوضح "حداد" أن كل هذا ما هو إلا شعر في النهاية، ولكن اختلفت مفرداته ولغته وأسلوبه حسب العصر الذي نعيشه، وبحسب تأثر كل شخص بما حوله، والحياة تتطور سريعًا، فلم يكن من المعقول الآن أن يبكي الشاعر على الأطلال، لكنه يعبر عن شوقه وحنينه بأسلوب بسيط وسلسل، حتى البنات أصبحت تحب الشعر البسيط، الذي يظهر محاسنها دون كلام "متزوق".

 

وأضاف "حداد": إن الحب مثل السياسة، وقصيدة الحب موجودة بشكل معاصر وحديث، وهذا ليس مبررا، لأن ينفر الجيل الجديد من الجيل الذي سبقه، لأننا تأثرنا بهم، بشكل أو بآخر، لكن أضفنا أسلوبا ومفردات خاصة بنا، ومن بعدنا سيأتي جيل آخر يضيف أسلوبا جديدا.

 

    الاكثر قراءة