يضرب عشاق الفلك والفضاء اليوم موعدًا مع ظاهرة فلكية بديعة في سماء مصر، حيث يُرى القمر في طور التربيع الأول لشهر جمادى الآخرة، إذ يُضاء نصفه، بينما يبقى الجانب الآخر مظلمًا.
القمر في طور التربيع الأول
ووصل القمر، صباح اليوم الجمعة، إلى طور التربيع الأول، وبذلك يكون قد أتم ربع مداره حول الأرض خلال هذا الشهر القمري.
وحسب ما ذكرته الجمعية الفلكية بجدة، فإن القمر يشرق من الأفق الشمالي الشمال الشرقي في فترة بعد الظهر بحسب التوقيت المحلي، ثم يصل بعد غروب الشمس إلى أعلى نقطة له في السماء مائلًا نحو الجهة الجنوبية.
هذا الطور يعد فرصة مثالية لرصد وتصوير سطح القمر، إذ يُضاء نصف قرصه، بينما يبقى النصف الآخر مظلمًا، ما يتيح رؤية واضحة لتفاصيل تضاريسه، مثل الفوهات والجبال الممتدة على طول الخط الفاصل بين الضوء والظل.
ولرصد هذه التضاريس، يجب استخدام المنظار أو التلسكوب الصغير، إذ يبرز التباين بين الضوء والظل ملامح السطح بوضوح ثلاثي الأبعاد؛ فتظهر الحواف الحادة للفوهات والجبال القمرية وتصبح المعالم الجغرافية أكثر تميزًا.
أطوار القمر
خلال دورته الشهرية، يمر القمر بثماني مراحل رئيسية، تبدأ بمرحلة "المحاق"، وهي الفترة التي لا يُرى فيها القمر من الأرض، لأن الجانب المضيء منه يكون مواجهًا للشمس، والجانب المظلم مواجهًا لنا.
يتلو ذلك، مرحلة "الهلال المتزايد"، حيث يبدأ جزء صغير من الجانب المرئي للقمر بالظهور مضاءً بفعل انعكاس ضوء الشمس، وتزداد الإضاءة تدريجيًا مع مرور الأيام.
ثم يأتي "التربيع الأول"، حيث يُضاء نصف القمر الذي يظهر لنا، وتحديدًا الجانب الأيمن، بينما يبقى الجانب الأيسر مظلمًا.
بعد ذلك، يدخل القمر في طور "الأحدب المتزايد"، وفيه تكون أكثر من نصف المساحة المرئية مضاءة، حتى يصل إلى مرحلة "البدر"، حين يُضاء وجه القمر بالكامل ويبدو كقرص دائري مكتمل، ويكون تقريبًا في استقامة واحدة مع الأرض والشمس.
تبدأ الإضاءة بعد البدر في التناقص، فيدخل القمر في مرحلة "الأحدب المتناقص"، ثم يصل إلى "التربيع الأخير"، حيث يُضاء النصف الأيسر فقط من سطح القمر المرئي، ويكون الجانب الأيمن مظلمًا.
يتلو ذلك، مرحلة "الهلال المتناقص"، حيث يتبقى جزء صغير مضاء من القمر في الجانب الأيسر، وتستمر الإضاءة في التناقص حتى يصل القمر مجددًا إلى مرحلة "المحاق"، لتبدأ دورة جديدة.