في حلقة استثنائية من برنامج "واحد من الناس" مع الإعلامي د. عمرو الليثي، اجتمع أقرب المقرّبين من الموسيقار الراحل عمار الشريعي للحديث عن مشواره وذكراه، وهم زوجته الإعلامية مرفت القفاص، ونجله المهندس مراد عمار الشريعي، وصديقه المقرب المنتج عمرو الصيفي.
وكشفت زوجته مرفت القفاص جانبًا إنسانيًا مؤثرًا من أيامه الأخيرة، مؤكدة أن عمار كان متفائلًا ولم يترك وصايا، لكن المرض اشتد عليه في آخر عامين، خاصة مع الجمع بين الغسيل الكلوي وتعب القلب، وأضافت: "كان حاسس بقرب نهايته، لكنه رغم الألم كان منشغلًا بحال البلد ويتابع أحداث مصر حتى آخر يوم، خصوصًا ما يجري في ميدان التحرير".
وتحدث نجله مراد عن علاقته بمجموعة من أصدقائه المكفوفين، وهم زملاء الجامعة الذين ظلّ يلتقي بهم شهريًا، مؤكدًا أن تلك اللقاءات كانت جزءًا أصيلًا من حياته بعيدًا عن "شلة" الأصدقاء الشهيرة.
أما المنتج عمرو الصيفي، فاستعاد موقفًا يكشف عبقرية الشريعي، قائلاً: "كنا مسافرين الإسكندرية، وفجأة قال لي: إحنا دلوقتي عند الكيلو 45.. وكانت الإجابة صحيحة! اندهشت وقتها إزاي عرف".
وفي حديثه عن مسيرة الشريعي المهنية، أوضح الصيفي أن الراحل كان من أوائل من اقتحموا عالم التكنولوجيا الموسيقية، إذ اشترى أول كمبيوتر عام 1982 ليساعده في كتابة الموسيقى، وتدرج حتى أصبح يكتب النوتة بنفسه، بعدما كان يمليها على معاونيه.
واستعادت مرفت القفاص قصة الخلاف الشهير بين الشريعي والشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي بسبب تتر مسلسل "أبو العلا البشري"، حيث أدى اختلاف فني بسيط إلى قطيعة استمرت عشرين عامًا، قبل أن يتصالحا في مسلسل "شيخ العرب همام".وقالت إن أقرب الشعراء لقلبه كانا الأبنودي وسيد حجاب.
كما كشف الصيفي مفاجأة حول فيلم "أحلام هند وكاميليا"، موضحًا أن الشريعي لم يكتفِ بالتلحين بل كتب أغاني الفيلم بنفسه، نظرًا لعدم قدرة الإنتاج وقتها على الاستعانة بمؤلف.
وتطرقت الحلقة إلى كواليس تتر مسلسل "هو وهي"، إذ لم يكن استعراضيًا في البداية، لكن رؤية سعاد حسني الفنية اصطدمت برؤية الشريعي، قبل أن يتدخل الشاعر الكبير صلاح جاهين لدعم تصور الموسيقار، ليخرج التتر في شكله الذي لا يزال محفورًا في ذاكرة الجمهور.