مع انخفاض درجات الحرارة وتقلب الطقس، ما بين البرد الشديد ليلاً والأجواء الشمسية في النهار، يتساءل البعض هل أربعينية الشتاء بدأت مبكراً، والتي تعد ذروة الشتاء وبرودته، وهي ظاهرة اعتاد عليها المصريون منذ آلاف السنين، وأطلقوا عليها هذا الاسم، حيث كانت جزءًا من تقويم شعبي دقيق وضعه القدماء اعتمادًا على خبرتهم الطويلة بالطبيعة والزراعة.
وحول هذا السياق، اوضح مركز معلومات تغير المناخ، عن دخول البلاد في موجة برد شديدة بدأت فعليًا منذ ليلة أمس، بداية مبكره لما يعرف بالأربعينية الباردة، والتي من المتوقع أن تستمر لمدة 5 ليالٍ متواصلة، وتشهد رياح باردة تزيد من الشعور بانخفاض الحرارة، مما يجعل الأجواء شديدة البرودة ليلاً، مع ظهور الشبورة المائية الكثيفة على الطرق السريعة والقريبة من المسطحات المائية.
وقد اعتاد المصريين عن بدأ أربعينية الشتاء من 25 ديسمبر وتستمر حتى 2 فبراير، أي لمدة أربعين يومًا أو أربعين ليلة، وهو سبب تسميتها بهذا الاسم.
وقسمها القدماء إلى 20 ليلة بيضاء و20 ليلة سوداء، لكل منها خصائص مناخية ودلالات حياتية واضحة.
الليالي البيضاء تتسم ببرودة جافة وصقيع شديد، وقلة السحب، وتنقسم بدورها إلى 10 ليالٍ تعرف بـ"الكوالح"، من 25 ديسمبر إلى 3 يناير، وهي أيام عبوس البرد القارس، تليها 10 ليالٍ تسمى "الطوالح" من 4 إلى 13 يناير، ويقصد بها الليالي المُرهقة من شدة البرودة.
أما الليالي السوداء، فتبدأ من 14 يناير حتى 2 فبراير، وسميت بهذا الاسم لشدة البرد فيها واعتماد الناس خلالها على مواقد النار للتدفئة.
تنقسم إلى 10 ليالٍ "موالح" من 14 إلى 23 يناير، أي أيام أصبح فيها البرد مقبولًا ومعتادًا، ثم 10 ليالٍ "صوالح" من 24 يناير حتى 2 فبراير، حيث يبدأ الطقس في التحسن التدريجي.
بعد انتهاء الأربعينية، تأتي 10 ليالٍ تعرف بـ"العزازة" من 2 إلى 11 فبراير، وتمتاز بتقلب الطقس ما بين الدفء والبرد، ثم ثلاث ليالٍ شديدة البرودة تسمى "قرة العنز"، تنتهي في 14 فبراير، وكانت تعد من أخطر فترات الشتاء على الماشية.