الأدب الصيني على «مأدبة» معرض القاهرة الدولي للكتاب
كشفت ندوة "الترجمة الأدبية وصعوبات النقل للعربية عن اللغة الصينية"، عن أن " تراجع " المعرفة بالإبداع الصينى، ليس سببه ضعف الإنتاج الأدبي ، للأدباء الصينيين، ولكه ناجم عن صعوبة الترجمة الأدبية عن اللغة الصينية ، باعتبارها تخصص دقيق لايقبل عليه سوى القليل جدا من المترجمين عن اللغة الصينية.
وأكدت الندوة، التى عقدت اليوم الأحد في إطار فعاليات الدورة التاسعة والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أن المشاكل التي يواجها المترجم للإنتاج الأدبى باللغة الصينية، كثيرة الصعوبات ، وتتمثل في الخلفية التاريخية والثقافية للبلد، وذلك بسبب اتساع مساحة الصين ، وضمها للعديد من القوميات، وكثرة عدد حروف اللغة الصينية ، والتى تختلف باختلاف المجال، وتتجاوز في أغلب الأحيان الستة آلاف حرف، و شارك في الندوة عدد من الخبراء والمترجمين .
وقالت الدكتورة سهير المصادفة، التي ترأست أعمال الندوة - التي نظمتها الهيئة العامة للكتاب- إن الخلفية الثقافية والتاريخية للمترجم تؤدي دورا هاما في الترجمة عن اللغة الصينية وإليها.
وأضافت أن الجملة الصينية قد تكون مختصرة في كثير من الأحيان، وأن هذا يعني أنه يمكن التعبير عن جملة كاملة باللغة العربية مثلا في ثلاثة أو أربعة رموز صينية، مشيرة إلى أنه مالم يكن المترجم على دراية بهذا الأمر فإنه سيواجه صعوبة في الترجمة.
و عزا المشاركون في الندوة من الخبراء والمترجمين "القصور " في عدد الأعمال الأدبية المترجمة عن الصينية، غلى قلة عدد المترجمين، معتبرين أن هذا لا يعني أن خريجي اللغة الصينية ليسوا على قدر من الكفاءة، بل السبب هو صعوبة الترجمة الأدبية، ومن ثم يؤدي ذلك إلى قِلة الأعمال المُترجَمة.
وقالت الدكتورة رشا كمال: إن قصور حركة الترجمة ونقل الأعمال الإبداعية الصينية إلى القارئ العربي، بل حتى عدم الكتابة عنها، هي ما يجعل القارئ تلقائياً يعتقد بالحضور الضعيف للكتابة الإبداعية في الصين.
ودعت إلى تشجيع مؤسسات الإعلام والنشر لدى الجانبين على إجراء التواصل والتعاون، والعمل على تنفيذ "مذكرة التفاهم حول الترجمة والنشر للكتب الصينية والعربية والأعمال الأدبية"، وتشجيع ودعم مشاركة مؤسسات النشر لدى الجانبين في معارض الكتب الدولية المقامة في الجانب الآخر.
وشدد الخبراء والمترجمون "المشاركون " على ضرورة تكثيف التواصل بين الخبراء والباحثين من كلا الجانبين ، والعمل على بحث إقامة آلية طويلة الأمد للتواصل بين المترجمين والأدباء ، للتغلب على الصعوبات التي تواجه الترجمة العربية للمؤلفات الكلاسيكية الصينية.
ودعوا إلى إنشاء قاعدة بيانات بأسماء المترجمين والأعمال التي ترجموها، وتقديم إحصائيات سنوية عن عدد الكتب التي تُرجمت في مختلف الفروع.
ومن جانبه نبه الدكتور أحمد السعيد ، لضرورة التفريق عند ترجمة النصوص الأدبية بين ترجمة ونقل المعنى، الذي تشير إليه الألفاظ، وبين المعنى الأدبي الذي لا يمكن تجريده من الشكل الفني الخاص بالعمل، نظرًا لصعوبة الترجمة الأدبية، ولأنها أكثر أنواع التخصصات دقة في الترجمة والتي تواجه عقبات كثير عند ترجمتها، ويرجع ذلك إلى اختلاف الثقافات بين الدول، ومنها ينقل الكاتب أعماله الأدبية، مشيرا إن النصوص الأدبية ليست مثل النصوص العلمية ولا القانونية التي توجد لكل مترادفة منها مقابل في أي لغة.