الجمعة 28 يونيو 2024

د. منى محرز نائبة وزير الزراعة لشئون الثروة الحيوانية والسمكية : قراراتى مدروسة وأرفض التغيير من أجل التغيير

11-3-2017 | 17:48

حوار : سماح موسى

كفاءتها الكبيرة أهلتها لنيل مناصب عديدة فهى إحدى 15 خبيرا دوليا في الهيئة الاستثمارية العليا للأمن الغذائي العالمي التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة، وخبيرة منظمة الصحة العالمية في إنفلونزا الطيور وأبحاث صحة الحيوان، وممثلة مصر في مجلس الحكومات لمجموعة سيام «مجموعة دول البحر المتوسط »، كما تولت رئاسة الجمعية المصرية للأمان الحيوي، وساهمت في وضع استراتيجية لمكافحة الأمراض الوبائية الحيوانية، وتولت رئاسة الاتحاد العام لمنتجي الدواجن.

د. مني محرز نائبة وزير الزراعة لشئون الثروة الحيوانية والسمكية، التى تعد رمزا للمرأة الناجحة القادرة على تخطي الصعاب مهما كانت تفتح قلبها وعقلها لـ «حواء » وتتحدث عن خططها الآجلة والعاجلة لتطوير مجال الثروة الحيوانية والسمكية وأمنياتها المستقبلية فى هذا الحوار.

في بداية حوارنا نهنئك بتولي منصبك الجديد، لكن ما السبب في تقبلك هذا المنصب الصعب في وقت يعتذر الكثيرون فيه عن تولي أي منصب ؟

أولا شكرا على التهنئة، ثانيا تقبلى تولي منصب مهم في الدولة نداء وطني لا أجد بديا عنه، فنحن في معركة ويوم زحف، فهل سمعت عن جندي يعتذر عن أداء واجبه في الدفاع عن بلده فأنا أرى أن من يتخلى عن وطنه في وقت الشدة لا يصلح لتولي أي منصب في الأوقات العادية.

حدثينا عن تدرجك الوظيفي؟

عملت مستشارة ورئيسة المكتب الزراعي بسفارة جمهورية مصر العربية بواشنطن، رئيسة الإدارة المركزية للعلاقات الزراعية الخارجية بجانب عملي كوكيلة مركز البحوث الزراعية لشئون الإنتاج، مديرة معهد بحوث صحة الحيوان

والمشرفة على المعمل القومي للرقابة على الإنتاج الداجني، ثم العمل كرئيسة المعمل المركزي للرقابة البيطرية على الإنتاج الداجني ووكيل معهد بحوث صحة

الحيوان للأبحاث وصحة البيئة، رئيسة المعمل القومي للرقابة البيطرية على الإنتاج الداجني إلى أن أصبحت وكيلة معهد بحوث الصحة الحيوانية.

وماذا عن إنجازاتك العلمية؟

إنجازاتي العلمية تتمثل في إنشاء وتأسيس أول معمل لتشخيص أمراض نقص المناعة والأورام السرطانية في الطيور بقسم أمراض الدواجن بمعهد بحوث صحة الحيوان، المشاركة في تصميم وإنشاء المعمل المركزي للرقابة البيطرية على الإنتاج الداجني العام، تأهيل المعمل المركزي للرقابة البيطرية على الإنتاج الداجني للحصول على شهادة الاعتماد الدولي للمعامل، بالإضافة إلى إنشاء وتأسيس وتجهيز وحدة التحليل الجيني داخل المعمل المركزي للرقابة على الإنتاج الداجني وذلك لإجراء الدراسات الجينية على الفيروسات المصرية وتتبع الطفرات بها ودراسة أهمية وخطورة هذه الطفرات وتحديد مدى تحور الفيروسات المعزولة، بجانب فحص الكتاكيت والأغذية ذات الأصل الداجني المستوردة للتأكد من خلوها من مسببات الأمراض وخاصة إنفلونزا الطيور، وذلك لمنع إصابة الدواجن بعترات جديدة من إنفلونزا الطيور، ثم التعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للتدريب والتوعية ضد إنفلونزا الطيور للأطباء البيطرين ومفتشي التموين وأئمة المساجد وقداس الكنائس والإعام والشرطة وموجهي التعليم الزراعي ووزارة البيئة ووزارة الصحة والجمعيات الخيرية ومنظمات العمل الاجتماعي، بالإضافة إلى التعاون مع خبراء منظمة الأغذية والزراعة »FAO« للتعرف على المشاكل التي تواجه صغار المربين والتربية الريفية ووضع الطرق المثلي لحلها، إنشاء وحدة معتمدة دوليا لمعايرة الأجهزة المعملية مثل «أفران التعقييم، الحضانات، الثلاجات، الأوتكلافات »، تشخيص وجود مرض إنفلونزا الطيور في قطعان الدجاج التجاري المعدة للنقل أو الذبح للتأكد من مرض إنفلونزا الطيور قبل تداولها في الأسواق للمحافظة على صحة الإنسان المصري، كما ساهمت في وضع استرتيجية لمكافحة الأمراض الوبائية الحيوانية لدولة سلطنة عمان بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية، تعاونت مع خبراء البنك الدولي للمساهمة في تمويل تشخيص مرض إنفلونزا الطيور في مصر بالإضافة إلى التعاون مع خبراء منظمة الصحة العالمية »WHO« لتقييم أداء المعامل في التشخيص والجهات التنفيذية في مجابهة المرض في مصر.

ما الجوائز العلمية التي حصلت عليها خلال مشوارك العملي ؟

حصلت على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الزراعية، جائزة أحسن بحث في مجلة العلوم الزراعية، جائزة أحسن بحث مقدم لمؤتمر الجمعية المصرية لأمراض الدواجن، كما فزت بأحسن بحث من المنظمة العربية للتنمية العربية الزراعية للإبداع العلمي في مجال تنمية الموارد الطبيعية وحماية البيئة والتنوع الحيوي

ومكافحة التصحر، جائزة الجمعية البيطرية المصرية للدواجن لأحسن بحث علمي يخدم صناعة الدواجن في مصر وذلك خال المؤتمر العلمي الثامن للجمعية، جائزة جمعية الدواجن العالمية لأحسن بحث مصري وتم تسليم الجائزة خال المؤتمر العلمي الثالث والعشرين للجمعية «أستراليا »، كما حصلت على شهادة تقدير من وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة ل أمم المتحدة تقديرا لجهدي في مجال التنوع البيولوجي والأمن الغذائي وأخرى تقديرا للجهد المبذول في مجال دور الإعام في مكافحة مرض إنفلونزا الطيور، بالإضافة إلى تكريمي في محافظة الأقصر لمجهودي في إنشاء وتجهيز واعتماد المعمل القومي للرقابة على الإنتاج الداجني في فرع الأقصر دوليا.

كيف تتخذين القرارات منذ توليك منصب نائبة وزير الزراعة لشئون الثروة الحيوانية والسمكية ؟

لم آخذ أي قرار إلا بعد دراسة وافية للقطاعات المكلفة بإدارتها وتطويرها من خال عمل زيارات حقلية مستمرة، ولم أنتهج سياسة التغيير من أجل التغيير بمعنى إذا وجد ما هو جيد ابني عليه خططي ولا أهدم ما فعله السابقون إذا كان في صالح القطاعات.

ماذا عن الخطط العاجلة التى من الممكن تفعيلها سريعا والخطط طويلة الأجل لتطوير قطاعي الثروة الحيوانية والسمكية؟

أعمل الفترة الحالية على حل مشاكل المربين بالنسبة لقطاع الدواجن لأن لديهم مشاكل مرضية، فأقوم بعمل خطة متابعة بالتشخيص وحل المشاكل المرضية وحل

مشاكل الحيوان من خال مهمة الدفع السريع لمحاصرة مرض الحمي القلاعية بالمحافظات خاصة في المناطق الأكثر إصابة، أما الخطط الآجلة لدي مشكلة في البنية التحتية للخدمات البيطرية سواء في الإدارات أو المديريات أو الوحدات البيطرية أو المجازر فلابد أن يراعى تأهيلها ووضع آلية لتطويرها، وبالنسبة للقطاع الداجني نعمل على توفير الأراضي اللازمة لعمل استثمارات في قطاع الثروة الداجنة وتطوير الأمن الحيوي بالنسبة للمربي الصغير، وتشجيع المربين لعمل جمعيات ليحصلوا على أراضي جديدة لاستثمارها، وعمل شركات مساهمة معا لعمل منشأة متكاملة على أرض كبيرة.

كيف يمكن لنا تنمية الثروة الحيوانية والداجنة ؟ ومتى يكون لدينا اكتفاء ذاتي ونبتعد عن الاستيراد؟

توجد صعوبة في الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء لعدم وجود مراع طبيعية بمصر بالإضافة إلى استهلاكنا أعاف كثيرة، ولا يوجد لدينا أعاف كافية من الإنتاج المصري، أما عن الإنتاج الداجني فمن المفترض توافر ثروة داجنة قريبا بحيث يكون لدينا فائض للتصدير.

وماذا عن تطوير قطاع الثروة السمكية؟

تنمية الثروة السمكية يكون من خال الاستزراع السمكي حتى في مياه الصحراء، فالاستزراع يعطي خصوبة للتربة مثلما يحدث في منطقة «العدلية ،» فبعض المزارعن ينشئون حوض ري يستخدمون فيه الإنتاج السمكي، وهذا المكان يكون غنيا بالسماد العضوي نتيجة تربية الأسماك فيه بالإضافة إلى أنه آمن على التربة.

يردد البعض شائعات بأن أسماك البلطي والقراميط تنقان السموم إلى الإنسان ما رأيك؟

لكل مقام مقال، فالأسماك عامة إذا تربت في مكان ملوث صناعيا فمن الطبيعي أن تنقل السموم، أما إذا تربت في مكان نظيف صحي تكون صحية، فلا داعي للقلق والتعميم.

كيف نتأكد من صحة اللحوم المستوردة وأنها مذبوحة على الطريقة الإسامية؟

وهل يوجد أطباء للكشف عليها قبل دخولها البلد، وماذا عن كيفية الحفاظ عليها قبل مجيئها وحتى وصولها للمستهلك؟

نستورد اللحوم طازجة ومجمدة، ويوجد أطباء معنيون بالكشف عليها من خال إجراءات منظمة حسب القوانن ولجان تشهد عملية الذبح على الطريقة الإسامية في الموقع نفسه وتحفظ بطرق عالية الجودة ويتم الكشف عليها فور ورودها، كما يتم سحب عينات بمعرفة الأطباء المتخصصن من وزارة الصحة ومعهد صحة الحيوان، ويتم العرض بكل جهة وإصدار الصلاحية من عدمها بناء على نتائج التحاليل.

حدثينا عن الأمراض التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان وكيفية الوقاية منها؟

من الأمراض التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان البروسيلا وهذا المرض يسبب إجهاضا للحيوان والمرأة، والسل أيضا الذي يسبب مشاكل في الأمعاء، وكذلك حمى الوادي المتصدع، ويؤدي هذا المرض إلى التهابات في المخ والعينن ويسبب أيضا إجهاضا للحيوان والمرأة.

ننتقل إلى الحديث عن عائلتك، كيف توفقن بن عملك الشاق والاهتمام بأمور أسرتك؟

أنا متزوجة من الكاتب والمفكر الإسلامي عادل محمود وكان عضوا في المجلس الأعلى للثقافة، وأم لثلاثة أبناء، البنت الكبرى صيدلانية حصلت على شهادتها من الولايات المتحدة الأمريكية، والابن الثاني مهندس، أما عن الابنة الثالثة فهي تعمل محاسبة، وعن التوفيق بين عملي والاهتمام بشئون عائلتي فالآن قل العبء بعدما كبر الأبناء، لكنني طوال سنوات عمرى كنت أنظم وقتي بن عملي ومذاكرة أبنائي، الذين لم يكونوا في حاجة إلى أية دروس خصوصية، لكننى عندما كنت مستشارة زراعية وجدت نفسي لا أستطيع أن أعطي شيئا لعملي فحصلت على أجازة دون راتب وتفرغت للعمل الخاص مدة 4 شهور كرئيسة اتحاد منتجي الدواجن.

ما أكثر شيء يسعدك؟ وما فلسفتك في الحياة؟

أكثر ما يسعدني هو أنني صنعت كوادر شابة من الفنين والإدارين على أعلى مستوى من التميز فأصبحوا كوادر وعلماء في مجال الإنتاج الداجني والثروة الحيوانية وعندما كنت أعمل مديرة معهد صحة الحيوان استطعت أن أحقق طفرة في الإدارة، فكانت هذه الكوادر تعمل وتتعلم نظم الإدارة بالجامعة الأمريكية إضافة إلى تعلمهم فنيا بالمعامل المرجعية على مستوى العالم طبقا للتخصص، أما عن فلسفتي في الحياة فأنا أؤمن بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عما.

وماذا عن الصعوبات والتحديات التي واجهتك منذ بدء مشوارك العلمي وحتى الآن؟

أكثر صعوبة واجهتني اختاف الرؤى، وهذا دليل على النجاح المستمر، وأنا بطبعي أعشق التحديات، فإذا غابت التحديات اختفى الطموح، والتحدي الأكبر بالنسبة لى كان في تنمية الموارد البشرية، حيث واجهتني وقتها صعوبة تغيير الفكر والثقافة والعادات، فتطوير العنصر البشري من أصعب ما يكون، وأحمد الله لأنني تخطيته بالإصرار والقدرة على التنوع.

وأخيرا حدثينا عن أمنياتك الشخصية وطموحاتك فى مجال العمل؟

عادة ما أربط أمنياتي الشخصية ببلدي وأتمنى أن تسترجع قوتها على المستويين العربي والعالمي، وأساهم بجهدى فى تطوير ونهضة مصر، فالكرسي ليست له قيمة من دون تحقيق الإنجازات والأعمال الموكلة إلى.