دعا وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، اليوم الخميس، نظيره البرازيلي ألويسيو نونيس فيرييرا فيلو، لتكون بلاده دولة أساسية في الرعاية المتعددة الأطراف للمفاوضات وعملية السلام في الشرق الأوسط.
جاء ذلك خلال لقاء الوزيرين، في مقر وزارة الخارجية والمغتربين برام الله، حيث رحب المالكي بنظيره البرازيلي، مبينا أن دولة فلسطين قيادة وشعبا وحكومة، تعتز بعلاقاتها المتينة والمميزة بجمهورية البرازيل الاتحادية، شاكرا لها مواقفها الداعمة لحقوق شعب فلسطين العادلة في المحافل الدولية كافة.
وذكر بيان للخارجية الفلسطينية أن الطرفين ناقشا العلاقات الثنائية بين البلدين ومستقبل عملية السلام المتعثرة، وأفضل السبل التي يمكن سلوكها لاستئناف المفاوضات، بغية الوصول إلى حل الدولتين، فلسطين وإسرائيل تعيشان جنبا إلى جنب بأمن واستقرار دائم وسلام.
وتبادل الطرفان وجهات النظر حول عملية السلام وآخر التطورات على الساحة الفلسطينية والدولية ذات العلاقة، خصوصًا ما جاء بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإسقاطات ذلك على القضية الفلسطينية، مرورا بالمنطقة العربية والدول الإسلامية، وصولاً للتداعيات الدولية، مشيرين إلى الصورة التي رسمت بتصويت مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي أفضت إلى عزلة الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل، لا لشيء إلا لأنهما جانبتا الحقيقة التاريخية والقانونية، وتنكرتا للشرعيات الدولية التي تؤكد بمجملها أن القدس الشرقية أرض محتلة، وفي أي حل لابد أن تكون عاصمة لدولة فلسطين المستقلة.
ومن جانبه، أبدى الوزير فيلو اهتمام البرازيل بتعزيز العلاقات الثنائية مع فلسطين، لا سيما في المجال السياسي والاقتصادي والرياضي، وتطوير التعاون لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين، وكذلك جاهزية بلاده للمشاركة في أي جهد دولي يقود إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي طال أمده، مشدداً على ضرورة التقيد بقواعد القانون الدولي والالتزام به.
وبين فيلو أن بلاده تعترف بدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية.
وذكّر الوزير البرازيلي بتعزيز دور بلاده في "الأونروا" كي تساعد في سد الفراغ الذي تركه القرار الأمريكي حول تخفيض مساهماتها في الدعم، منادياً الدول بدعم اللاجئين الفلسطينيين لما لذلك من أثر في حياتهم التعليمية والصحية والتخفيف من معاناتهم على مر السنين.
وقال إن البرازيل ستفتتح وحدة جراحة القلب المفتوح في مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني، وعطا خير في غزة.
وقد وضع المالكي نظيره البرازيلي بصورة الأوضاع على الساحة الفلسطينية، وعلى رأسها خطاب الرئيس محمود عباس في مجلس الأمن الدولي في العشرين من فبراير الماضي، ومبادرته المفصلة لتحقيق السلام، وتركيزه على أن تتولى رعاية المفاوضات جهات دولية متعددة الأطراف، وأن لا تبقى رعايتها حكراً على الولايات المتحدة، مع أهميتها وإمكانية أن تكون جزء من الرعاية المتعددة الأطراف.
وتناول المالكي الإعلان الأمريكي ونية نقل سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل إلى القدس، بما يتوافق وتاريخ قيام دولة إسرائيل، متناسين أن هذا التاريخ هو تاريخ نكبة الشعب الفلسطيني وتشريده من أرضه. وشدد على رفض القيادة الفلسطينية لهذا القرار بوصفه قراراً مجحفاً بحقوق الشعب الفلسطيني، ومؤلماً بكل تفاصيله وعلى رأسها توقيته.
وفي السياق ذاته، أوضح المالكي أننا في فلسطين نتابع باهتمام الأوضاع في البرازيل، مبيناً أننا نتعلم من خبرات البرازيل في جميع المجالات، لما لها من قدرات عالية في جميع الملفات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.