نظم المعهد الفرنسي بالقاهرة، اليوم، ندوة بمناسبة افتتاح
معرض العالم العربي في باريس خلال الفترة من ٢٨ مارس الجاري وحتى ٥ أغسطس المقدم.
وتحدث في الندوة كلود مولار المشرف العام للمعرض وجيل جوتييه
المشرف العلمي واستعرضا ملحمة قناة السويس منذ عصر الفراعنة إلى القرن الحادي والعشرين
.
وأوضح كلود مولار أن هذا المعرض يبرهن على أن مصر كانت في
قلب العالم القديم، نظرا لأن قناة السويس تعد رمزا للتاريخ الدولي في القرنين التاسع
عشر والعشرين ولابد من توثيقها كمظاهر تاريخية .
وأضاف أن المعرض يوضح تاريخ القناة منذ عصر الفراعنة عام
١٨٥٠ قبل الميلاد ومنذ عصر مصر الحديثة عندما تحول الحلم لحقيقة عام ١٧٩٧ وعام
١٨٤٩، وعندما كانت القناة محطا للأطماع عام ١٨٥٤ و١٨٨٢ وتطلع مصر للاستقلال عام
١٩١٤ و١٩٤٥ وعندما تم تأميم القناة عام ١٩٥٦ في عهد العدوان الثلاثي ١٩٥٦ وحتى
١٩٧٥، وقناة المستقبل منذ ١٩٧٥ وحتى عام ٢٠١٨ الجاري وما شهده العالم من عمليات توسيع
للقناة وتحديثها .
وأوضح أنه تم التنسيق مع السلطات المصرية لنقل المعرض من
باريس إلى القاهرة في عام ٢٠١٩، وبحثنا أيضا التعاون لإنشاء متحف خاص بالقناة في منطقة
قناة السويس .
وأضاف أن المعرض سيكون لديه أرشيف وخرائط الحروب ما بين مصر
وإسرائيل وسيكون هناك تسجيلات صوتية، مشيرا إلى أن المعرض سوف يجدد شكل المعارض التقليدية
، مشيرا إلى أنه للمرة الأولى منذ افتتاح القناة ١٨٦٩ يتم عرض أبرز محطات القناة بجانب
لوحات الفنانين والرسامين ، بصورة سينمائية .
من جانبه ، أوضح جاك لانج رئيس معهد العالم العربي في باريس
أنه في الخامس من أغسطس ٢٠١٥ وبعد حضوره افتتاح قناة السويس بحضور الرئيس المصري والفرنسي،
تبادر إلى ذهنه ، أنه من النادر أن تستطيع دول مثل مصر إدهاش العالم على مر الزمان
بضخامة إنجازاتها العملاقة حتى أصبحت صفة فرعوني تطلق على كل ما هو ضخم وهائل يفوق
المقاييس العالمية وحضرت في ذهنه قناة السويس التي بدأها سنوسرت الثالث من ١٨ قرنا
قبل الميلاد لكي يربط بين البحر المتوسط والبحر الأحمر مرورا بالنيل فوصل بين الشرق
والغرب .
وأكد جاك لانج أن هذا المعرض لا يسعى لتقديم الرواية الفرنسية
لتاريخ القناة بل للتوصل لرواية مشتركة مصرية فرنسية نظرا لأن الشعبين المصري والفرنسي
تقاسما لحظات هامة كالافتتاح الذي أقامه الخديوي إسماعيل بحضور الإمبراطورة أوجيني
.
وأضاف أنه من الضروري أن نوجه اليوم أنظارنا نحو المستقبل
الذين سيكون فيه للقناة الاقتصادية التي يتم إنشاؤها دور بالغ الأهمية.
يذكر أن معهد العالم العربي هو معهد متخصص في شأن العالم
العربي ومقره في فرنسا ويوجد في مجلس إدارته أعضاء فرنسيين وممثلين من الدول العربية
ويهدف إلى إيضاح صورة العالم العربي بشكل علمي في فرنسا وفي الدول الغربية، ويحتضن
عده معارض وندوات ثقافية بسن العالمين العربي والغربي.