السبت 22 يونيو 2024

عمال السقالات .. غلطة الشاطر بـ"موتة"

12-3-2017 | 16:31

يعرضون أنفسهم للخطر الشديد من أجل “لقمة العيش"، على ارتفاعات عالية تصل إلى الدور الثانى عشر يؤدون عملهم المطلوب بكل احتراف وإتقان، يتنقلون من “سقالة إلى سقالة" بكل خفة وإبداع كلاعبى السيرك أو "كالذين يمشون على الحبل" من أجل إنهاء تشطيب وطلاء واجهات العمارات والبنايات العالية، هؤلاء هم عمال السقالة!.

"الهلال اليوم" التقت بعض عمال "السقالات " فى منطقة كورنيش المعادى أثناء تأديتهم عملهم في تشطيب وطلاء واجهات العمارات، وأثناء تنقلهم من "سقالة إلى سقالة"، تشعر وأنت تنظر إليهم كأنهم سيسقطون من أعلى لأسفل إلا أن العناية الإلهية تحيط بهم.

قال محمد أحمد، 32 عامًا، من محافظة أسيوط: "أنا جاى من الصعيد علشان أشتغل فى القاهرة، لأن الشغل فى الصعيد قليل، وعندى أسرة من 4 أفراد، والمهنة خطر لأن الشغل بيكون على ارتفاعات عالية ممكن تصل للدور الثانى عشر".

وأضاف: "أكل العيش مر، والواحد لازم يشقى ويتعب علشان يقدر يصرف على بيته وعياله، وإن كان على الخطر فالأعمار بيد الله، وكل واحد مكتوب له عمر وأجل ربنا يعلمه وحده".

وأشار أيمن توحيد، 28 عاما، من محافظة أسيوط، إلى أنه يعمل فى هذه المهنة منذ كان عمره 17 عامًا، مضيفًا: "أكل العيش غلاب، وأنا تعودت على السقالة وبتحرك عليها كأنى ماشى على الأرض من غير خوف، وتعودت على الارتفاعات العالية، والمهنة محتاجة قلب جامد ومش أى حد يقدر يشتغلها، والمهنة عاوزة تركيز عالى والمشكلة فى السهو والنسيان وأن عقل العامل يسرح هو وبتنقل رجله تنزل يبقى يا رحمن يا رحيم عليه".

وأضاف: "كان فيه عامل زميلنا عنده 35 سنة ومعاه أسرة من 3 أفراد، كان عنده مشاكل عائلية، وكان سرحان وتايه دايمًا، رجله تزحلقت وسقط على الأرض حصل له كسور فى جسمه وبطل شغل ودلوقتى نايم فى السرير، وبندعى ربنا يسترها علينا لأننا صحاب عيال".

وأوضح مرتضى خليل، 42 عامًا، من محافظة سوهاج: "المهنة كلها خطورة وصعبة وبتسبب ألم كبير فى الذراعين والظهر بعد التقدم فى السن وكثرة الشقاء، لكن هى مكسبها كبير أحسن من مهن أخرى، حيث يصل دخل العامل شهريا 3500 جنيه ويزيد، والحمد لله الدخل بيكفى مصاريف البيت والعيال.

وأضاف خليل: "أهم شيء فى المهنة ربط السقالة كويس جدًا وتتطمن أن الحبال قوية ومتينة ومتسعة بمعنى أكتر من لوح خشب جنب بعضها البعض، علشان هتشيل أرواح بنى آدمين، ومحتاجة قلب جامد وأنا الناس لقبتنى أبو جبل علشان مش بخاف ومن زمان شغال على السقالات، وربنا قال أينما كنتم يدرككم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة، والموت مش مرتبط بشغل السقالات، وفى النهاية اللى رماك على المر اللى أمر منه".

وذكر خليل: "معظم اللى شغالين في القاهرة فى شغل المعمار صعايدة من سوهاج وأسيوط والفيوم والمنيا لأن شغل المقاولات والمعمار بيتطلب قوة بدنية وقوة تحمل وصبر طويل وناس عاوزة تآكل عيش وتشتغل مش شباب تافه عاوز يقعد على القهوة وأهله يصرفوا عليه".

    الاكثر قراءة