الأحد 19 مايو 2024

توتر وأزمة دبلوماسية قبل 3 أيام من الانتخابات التشريعية الهولندية

12-3-2017 | 19:19

وكالات

بعدما هيمنت عليها قضيتا الهجرة وتصاعد اليمين المتطرف، طغت الأزمة مع تركيا على الحملة الانتخابية الهولندية قبل ثلاثة أيام من موعد الاستحقاق.

وكتب النائب اليميني المتطرف غيرت فليدرز على تويتر السبت "عقود من الحدود المفتوحة وهجرة بالجملة مع جنسية مزدوجة من دون اندماج وتلك هي النتيجة"، وذلك تعليقا على صورة لامرأة محجبة تلتقط صورة سيلفي وسط إعلام تركية أمام قنصلية أنقرة في أمستردام.

وفي وقت يجول المرشحون في إنحاء البلاد في محاولة لاجتذاب آخر المترددين قبل انتخابات الأربعاء، ازداد التوتر مع منع الوزراء الأتراك من حضور تجمعات مؤيدة للرئيس رجب طيب اردوغان في روتردام، الامر الذي جعل من الاندماج الثقافي العنوان الأبرز للمناقشات.

ويحاول رئيس الوزراء مارك روتي الذي يترشح لولاية ثالثة في بلاد تعد 17 مليون نسمة، ابعاد شبح فيلدرز قدر الإمكان.

وصرح رئيس الوزراء الأحد للتلفزيون الهولندي العام "الخطر لا يزال فعليا بان يصبح حزب فيلدرز الحزب الأكبر حين نستيقظ في 16 مارس" اي غداة الانتخابات.

وأضاف "شهدنا هذا الأمر مع بريكست. اعتقدنا أن ذلك لن يحصل ثم شهدناه مع دونالد ترامب".

وبحسب أخر نتيجة نشرت اليوم الأحد بناء على ستة استطلاعات مختلفة، فان حزب رئيس الوزراء يتصدر بـ16 في المئة من الأصوات.

وبذلك، يتوقع ان يفوز الحزب الليبرالي الشعبي والديمقراطي بما بين 23 و27 مقعدا من أصل 150 في البرلمان، بتراجع كبير عن المقاعد الأربعين التي يشغلها حاليا.

لكن مونيكا سي ديان هو مديرة معهد كلينغندايل في لاهاي اعتبرت أن موقع رئيس الوزراء تعزز لدى الرأي العام الهولندي بعد الإجراءات الحازمة التي اتخذها في الأزمة مع تركيا.

وبعدما بنى خطابه طوال اشهر على التيار المناهض للهجرة في أوروبا، تراجع حزب فيلدرز "من اجل الحرية" في الأسابيع الأخيرة ولم تمنحه الاستطلاعات اكثر من 22 مقعدا.

وفيلدرز معروف بخطابه المناهض للإسلام وقد وعد إذا أصبح رئيسا للوزراء بان يغلق الحدود في وجه المهاجرين المسلمين ويحظر بيع المصاحف ويغلق المساجد.

وفي حال صدقت التوقعات وبات أحد أكبر الأحزاب في البرلمان بعد الانتخابات، فسيكون من الصعب تجاهله.

من جهته، وفي محاولة لاجتذاب أنصار حزب فيلدرز، وجه رئيس الوزراء دعوة إلى احترام "القيم الهولندية" والتكيف معها او الرحيل.

والأسبوع الماضي، تجمع المئات في مسجدين لمناسبة حدثين منفصلين في أمستردام وروتردام للإعراب عن قلقهم حيال تنامي التمييز الذي يطالهم.

وتنبع أهمية الانتخابات في هولندا من كونها تسبق استحقاقين انتخابيين في فرنسا وألمانيا، حيث يطغى أيضا صعود التيارات الرافضة لأوروبا أو المناهضة للمهاجرين وخصوصا بعد بريكست.

ولكن مع تنافس أكثر من 28 حزبا ووجود 12,9 مليون ناخب، فان النتائج ستتأثر إلى حد بعيد بتشتت الأصوات وقد يستغرق تشكيل الحكومة الجديدة أشهرا.

وتعهدت أحزاب عدة رفض أي تحالف مع حزب فيلدرز.