أكد باحثون في
مجال المياه ضرورة التكاتف المجتمعي على المستويات كافة، من أجل ترشيد المياه العذبة.
جاء ذلك خلال ندوة
نظمها المجلس الأعلى للثقافة، بالتعاون مع جامعة القاهرة، تحت عنوان "موارد المياه
العذبة فى مصر بين الهدر والترشيد"، بكلية الآداب جامعة القاهرة.
وتضمنت الندوة
كلمة للدكتور الحسينى مقرر لجنة الجغرافيا بالمجلس الذي ألقى الضوء على الأهمية التاريخية
لنهر النيل بما يحتله من مكانة بالغة الأهمية عند المصريين ودوره الأساسي في تشييد
الحضارة المصرية العريقة وتحديات قضية المياه التى تتمثل أبرز مظاهرها فى هدر المياه
بسبب العادات الخاطئة.
وأشار الدكتور
أحمد الشربينى عميد كلية الآداب جامعة القاهرة إلى أهمية نهر النيل عند جدودنا المصريين
القدماء وقيام محمد على باشا إبان حكمه لمصر المحروسة بتشييد القناطر الخيرية وخزان
أسوان وما إلى ذلك، وانشاء الزعيم جمال عبد الناصر السد العالي عام 1971، وعليه،
فلا طريق لنا إلا أن نسير على درب الاستهلاك الرشيد، وهذا لن يتم إلا بالتضامن
والتكاتف المجتمعى على المستويات والأصعدة كافة، من منطلق الغاية والهدف القومي الواحد.
ونقل الكاتب المسرحى
محمد عبد الحافظ ناصف، رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية بالمجلس تحية الأمين
العام للمجلس الدكتور حاتم ربيع واعتذاره عن الحضور لمشاركته فى الاحتفاء الختامى لـ
"الأقصر عاصمة الثقافة العربية"، وقال إنه لا شك أن نهر النيل هو عَصّب
الوجود المصرى، وأوضح أن أزمة المياه التى يترقبها الوطن هى أزمة ثقافة في المقام الأول، فالترشيد في الاستهلاك لن يتأتى دون اكتساب المواطن حدا أدنى من هذه الثقافة.
وقدم الدكتور شريف
شاهين عرضًا مدعومًا بالصور ومقاطع الفيديو يدور حول قضية ندرة المياه وسبل التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة التى تهدد الوجود الإنسانى، واستشهد أستاذ المكتبات والمعلومات،
بمعاناة مدينة الجنوب الإفريقية "كيب تاون" بسبب كارثة الجفاف التى يترقب العالم
وقوعها هناك، والمعروفة إعلاميًا باسم "اليوم صفر".
واستعرض الدكتور
فتحي أبوعيانة ورقته البحثية التى حملت عنوان: "موارد المياه فى مصر بين الهدر
والترشيد"، وتناول فيها حجم الموارد المائية المتاحة لمصر، وأكد أن مصر إذا لم
تتخذ الأساليب العلمية والثقافية الجادة للترشيد، فستدخل مرحلة الندرة المائية لا محالة.
ثم تحدثت الدكتورة
فوزية صادق التى شاركت بورقة بحثية بعنوان "الطرق الحديثة لترشيد استهلاك المياه
فى قطاع الزراعة"، أكدت فيها ضرورة استهداف ترشيد الاستخدامات بجميع القطاعات
المستهلكة للمياه خاصة قطاع الزراعة، وقالت إن أهم سبل تحقيق الأمن المائي المنشود
تتمثل في مدى دقة الرؤية الاستراتيجية للموارد المائية، وأشارت إلى عدة طرق غير تقليدية
لترشيد استهلاك المياه.
وتناول الدكتور
متولي عبد الصمد الاستخدام الرشيد للمياه المنزلية فى مصر، موضحا ما تتبعه أغلب شركات
المياه في أوروبا ودول العالم المتقدمة من حملات لترشيد استهلاك المياه، وضرب المثل
بشركة "أكتيڤ" للمياه المعدنية، وهي شركة استرالية ، مشيرا إلى أهم الإجراءات الواجب اتباعها لتحقيق ترشيد المياه فى مصر، والتوسع في تحلية مياه البحر بالمحافظات
والمدن الساحلية بشكل خاص.
وشارك الدكتور
محمد قاسم المنسي بورقة بحثية بعنوان"البعد الدينى لترشيد استهلاك المياه العذبة
والمحافظة عليها"، وأوضح كيف حثّ الإسلام على القصد والاعتدال في جميع الأمور،
وظهر ذلك في نصوص قرآنية وأحاديث نبوية كثيرة، كما نهى عن الإسراف بجميع أشكاله.
وأشار الدكتور
محمد الخزامى إلى بعض السلوكيات السلبية في استهلاك المياه وقدم عدة مقترحات لعلاجها، لافتا إلى أن الوعي المائي وإدراك الفرد للمشكلة المائية كإحدى المشكلات التي تهدد
الوطن من حيث حجمها وأسبابها وأبعادها وكيفية مواجهتها، وتأثير الفرد في زيادة المشكلة
وبالتالى تأثره بها بشكل أكبر، تعد أولى الخطوات الإيجابية للبداية في ترشيد الاستهلاك
للمياه.
وتحدث الدكتور
عدلى أنيس عن ترشيد استهلاك المياه فى المنشآت السياحية والفندقية، وأكد أن النشاط
السياحى بات من أهم الأنشطة الاقتصادية على مستوى العالم.
واستعرض الدكتور
حمدي هاشم ورقته البحثية "نحو كيفية مصالحة بيئية مع النيل"، موضحًا مدى
قدسية النيل عند القدماء من سكان مصر، مشيرا إلى ما يحدث الآن من تلوث لنهر النيل، مما يسبب تفشي الأمراض بين سكان الوادي والدلتا، واختتم كلمته مناديًا بسرعة
البدء في برنامج قومي، يُفعل الخطة الوطنية لمواجهة تلوث نهر النيل.