الأحد 2 يونيو 2024

حفتر يعلن بدء تحرير «درنة».. وعسكريون: المدينة تمثل المعقل الرئيسي للإرهاب والسيطرة عليها ينعكس على الأمن القومي والمصري وانفراط عقد الميليشيات المسلحة في ليبيا

تحقيقات8-5-2018 | 17:12

صابر: «درنة» المعقل الرئيسي للإرهاب في ليبيا وتحريرها يهم الأمن القومي المصري

خبير عسكري: تحرير درنة خطوة ضرورية تنعكس على الأمن القومي المصري

مظلوم: ليبيا أمامها مشوار طويل لتحرير كل أراضيها من الإرهاب

 

اتفق خبراء عسكريون على أهمية عملية تحرير درنة التي يقودها المشير خليفة حفتر بدءا من أمس من التنظيمات الإرهابية وانعكاسها على الأمن القومي المصري، موضحين أن درنة هي المعقل الرئيسي للإرهاب في ليبيا وتضم مجموعة من التنظيمات منها داعش والقاعدة والسيطرة عليها تعني بدء نهاية تلك التنظيمات في ليبيا.

كان القائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، قد أعلن أمس بدء عملية عسكرية لتحرير مدينة درنة شرق ليبيا الخاضعة لسيطرة تنظيمات إرهابية، قائلا إن "ساعة الصفر لتحرير درنة قد دقت، وقواتكم تدك معاقل الإرهابين فيها بعدما أصدرنا قوانين صارمة لتجنب المدنيين"، مضيفا أن "المساعي السلمية لمدينه درنة استمرت أكثر من ثلاث سنوات بواسطة عقلاء المدينة ونشطاء من شباب لنجنبها ويلات الحرب حتي بلغت تلك المساعي طريقا مسدودا".

المعقل الرئيسي للإرهاب

العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب قال إن قوات المشير خليفة حفتر تمثل قوات الجيش النظامي الليبي أو ما تبقى منه بعد الأحداث السياسية العاصفة التي مرت بليبيا منذ سنوات، مضيف أن انطلاق عملية تحرير درنة من العناصر الإرهابية المسيطرة عليها له تأثير على الأمن القومي المصري من الاتجاه الاستراتيجي الغربي.

 

وأوضح صابر، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الإمكانيات والقوات والتجهيزات الليبية لعملية تحرير درنة توضح أنها قادرة على تحقيق هدفها، مضيفا أن درنة هي المعقل الرئيس للتنظيمات الإرهابية وسقوطها يعني انفراط عقد هذه التنظيمات في ليبيا لأنها تشبه الرقة والتي ما إن سيطرت عليها القوات السورية حتى فقد تنظيم داعش قوته هناك.

 

وأكد أن درنة هي عاصمة الخلافة الإرهابية وسقوطها يجعل السيطرة على بقية المدن مثل مصراتة وطرابلس مسألة وقت، قائلا إنها بمثابة منتخب الإرهاب فهي تضم عناصر من تنظيم داعش الإرهابي وآخرين من تنظيم القاعدة وهي تنظيمات متناحرة فيما بينهما وهو أمر رسمت عليه قوات حفتر خططتها ما يجعل عملية السيطرة عليها أسهل نوعا ما.

 

وأشار إلى أن درنة هي معقل تنظيم المرابطون الذي يقوده هشام العشماوي والمنشقون عن القاعدة وهو تنظيم يختلف فكريا عن داعش وكذلك تضم مجموعات أخرى غير متفقة فيما بينها وغير موحدة، مضيفا أنه لا يمكن التكهن عن مدى نجاح العملية التي انطلقت مساء أمس إلا بعد صدور بيانات من القيادة الليبية توضح ما تحقق.

 

خطوة ضرورية للأمن المصري

وقال اللواء أحمد يوسف عبد النبي، المدير الأسبق لأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن المشير خليفة حفتر هو القوة الوحيدة التي تستطيع فرض السيطرة والسيادة في ليبيا باعتباره ممثلا للجيش النظامي، مضيفا أن مصر تدعم حفتر لوجود قوة تستطيع تحقيق المفاوضات السياسية على أرض الواقع.

 

وأوضح يوسف، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن انطلاق عملية تحرير درنة من العناصر الإرهابية هو خطوة ضرورية لانعكاسها على الأمن القومي المصري والحدود الغربية مع ليبيا، مضيفا أن مصر يهمها أن يكون في شرق ليبيا قوة مسيطرة على كل الميليشيات المسلحة وفي الوقت نفسه تحاول التواصل مع أطراف الأزمة في ليبيا.

وأكد عبد النبي أن مصر تسعى لتنفيذ اتفاق الصخيرات وبدء انتخابات رئاسية ليبية لوضع نظام سياسي في ليبيا يدعم القوة الإقليمية، مضيفا أن نجاح حفتر في تحرير درنة من الميليشيات المسلحة له أهمية للدولة المصرية ولاستقرار ليبيا بشكل عام وخاصة الأوضاع في الشرق.

 

مشوار طويل لتحرير كل أراضيها

فيما قال اللواء جمال مظلوم، الخبير الاستراتيجي، إن درنة هي واحدة من المدن الليبية القريبة من مصر فهي في الشرق الليبي وتحريرها من التنظيمات الإرهابية له تأثير قوي على الأمن القومي المصري، مضيفا أن درنة كانت معقلا للتدريب وتواجد التنظيمات الإرهابية في الجانب الغربي لمصر.

وأوضح مظلوم، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن العملية التي انطلقت أمس بقيادة المشير خليفة حفتر تتنظر نتائجها إلا أن الجيش الليبي قوي في تلك المنطقة وقادر على دحر تلك التنظيمات، مضيفا أن ذلك سيكون تدميرا للبؤر الإرهابية القريبة من الحدود الغربية لمصر ما يساهم في استقرار الأمن المصري.

وأكد أن ليبيا لا زال أمامها مشوارا طويلا في التحرر من الإرهاب وذلك لأن درنة هي عاصمة الإرهاب في الشرق ولا زال هناك مدن أخرى منها سرت في الوسط وطرابلس في الغرب وغيرها في الجنوب لذلك فالأمر سيأخذ فترة زمنية حتى تستقر الأوضاع في كل الأراضي الليبية.