الدكتور شوقي
علام:
- المذهبية ليست
قشورًا أو كماليات
- المذهبية جاءت
للتعامل مع تعقيدات الحياة وتعاملات الناس وتغيرات المكان والزمان
- النبي صلى الله
عليه وسلم عندما أتى المدينة صحح مسار التعاقدات الموجودة على نسق الشرع الشريف
- المتتبع لكتب السنة
لا يجد أنها تقتصر على العبادات، بل يجدها متناولة لحركة المسلم وتعاملاته في الحياة
- علماء المذاهب
الفقهية اعتبروا انتسابهم للمذاهب فخرًا وسعادة
أكد الدكتور شوقي علام مفتي
الجمهورية أن البناء العلمي للأمة يتم ويكتمل بالاستفادة من خبراتها السابقة وليس بهدم
المرحلة المباركة من عمر الحركة المذهبية، موضحًا أن ذلك كان منهج النبي صلى الله عليه
وسلم؛ فعندما أتى المدينة صحح مسار التعاقدات الموجودة على نسق الشرع الشريف ورفع كل
ما يكتنف المعاملات والتعاقدات من عيوب في الرضا، كما أنه بنى على ما يمكن أن يُبنى
عليه كتصحيحه لعقد السلم بضوابطه التي ترفع الجهل والغرر.
جاء ذلك في الحوار اليومي الرمضاني
في برنامج "مع المفتي" المُذاع على "قناة الناس" الذي يقدِّمه
الإعلامي شريف فؤاد، مضيفًا فضيلته أنه عند النظر في المذاهب الإسلامية نجد تقعيدات
واختصارات وأصولًا لا غنى عنها، وهناك مِن العلماء مَن يستخرج لنا القواعد والضوابط
منها؛ كالإمام القرافي مثلًا، ففي كتابه الفروق نجده يستخرج لنا صنفين من العلوم، صنفًا
من أصول الفقه، وصنفًا من القواعد الفقهية كسبيل وإرشاد لتطبيقه في كل عصر وحين، وعلى
هذا النهج كان مسار كثير من العلماء سيرًا على المسيرة المباركة للنبي الأمين والصحابة
الكرام.
وشدد المفتي على أن التفريط
في التراث المذهبي وطرحه جانبًا يؤدي إلى الاضطراب الفقهي والمجتمعي بإحداث البلبلة
والخلل.
وأشار المفتي إلى أن الرافضين
للمذهبية استندوا خطأً لبعض الأحاديث التي توضح يسر الشريعة وعدم تعقيدها، وظنوا أنه
من اليسير الاعتماد على استنباط الأحكام من القرآن والسنة من دون قواعد فقهية، كحديث
الرجل الأعرابي الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عما يجب أن يفعله من عبادات؛ فكان
رده صلى الله عليه وسلم عليه بما يوافق طبيعة الرجل وحاله. ولكن استيعاب هؤلاء الرافضين
للمذهبية لهذا الحديث يتناقض مع المناهج المستقرة المنقولة ويتمرد على القواعد المقررة،
مما جعلهم يبتدعون أمورًا جديدةً غير مُسلَّمٍ بها، بل يرتكبون أخطاء جسيمة وينتهجون
أساليب مرفوضة تحت مسوغات واهية وذرائع موهومة؛ لأن تيسير النبي صلى الله عليه وسلم
لا يتعارض مع المذهبية لأنها قد جاءت للتعامل مع الحياة وتعاملات الناس بعضهم مع بعض
باختلاف النيات والمقاصد وتغيرات المكان والزمان.
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن
الاجتهاد الشرعي جاء للتعامل مع الواقع الجديد والمتغيرات وإنزال النصوص الشرعية على
الواقع، ولذلك قال العلماء: "النصوص متناهية والوقائع والنوازل غير متناهية".
واختتم حديثه بقوله:
"إن المتتبع لكتب السنة لا يجد أنها تقتصر على العبادات، بل يجدها متناولة لحركة
المسلم في الحياة ومعالجة لكافة القضايا التي حدثت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم،
والتي تصلح بعد ذلك من الأزمان بعد إمعان النظر في الأصول واستخدام الاجتهاد المبني
على أصول الشرع كما حدث في اجتهادات الصحابة لمسائل متعددة كمسألة جمع القرآن ولُقطة
الإبل، وكلها كانت ضمن المقاصد العامة للشريعة وسيرًا على نهج ومسيرة النبي الأمين
والصحابة والتابعين الكرام".