عقد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في واشنطن الثلاثاء، سلسلة من اللقاءات في الكونجرس الأمريكي شملت قيادات مجلسي الشيوخ والنواب، ورئيسي وأعضاء لجنة الشئون الخارجية واللجنة الفرعية لمخصصات وزارة الخارجية في مجلس النواب.
وذكر بيان للديوان الملكي الهاشمي، أن اللقاءات، التي حضرت الملكة رانيا العبدالله جانبا منها، ركزت على علاقات الصداقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة، وسبل تعزيز التعاون بينهما في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية منها.
وتناولت لقاءات الملك عبدالله الثاني مع قيادات مجلس الشيوخ الأمريكي برئاسة زعيم الأغلبية السيناتور ميتش مكونيل، وقيادات مجلس النواب الأمريكي برئاسة رئيس مجلس النواب بول رايان، ورئيسي وأعضاء اللجنتين، العلاقات الثنائية ومستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط.
وجرى استعراض التحديات الاقتصادية التي يواجهها الأردن، والناجمة معظمها عن الأزمات الإقليمية المحيطة بالمملكة منذ عدة سنوات، وسبل التعامل مع هذه التحديات، من خلال البرامج الاقتصادية الهادفة لتعزيز الاقتصاد الأردني ورفع معدلات النمو وتوفير المزيد من فرص العمل للشباب الأردني.
كما تطرقت اللقاءات إلى الأعباء الكبيرة التي يتحملها الأردن جراء أزمة اللجوء السوري، حيث أعرب الملك عبدالله الثاني، عن تقدير الأردن للدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للعديد من البرامج التنموية، وللتخفيف من أعباء هذه الأزمة وتداعيات الأوضاع الإقليمية الأخرى، مثمنا مواقف الكونجرس الداعمة للمملكة.
وأكد العاهل الأردني أن الأردن بات غير قادر على استيعاب المزيد من اللاجئين، وأن أمنه ومصالحه أولوية.
وفي الشأن الإقليمي، كانت القضية الفلسطينية في مقدمة المواضيع التي تناولتها لقاءات الملك عبدالله الثاني في الكونجرس، حيث شدد على أن التوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية من شأنه أن يؤدي إلى تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وأكد العاهل الأردني أهمية تحريك عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين استنادا إلى حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية، وبما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وأن مسألة القدس يجب تسويتها ضمن قضايا الوضع النهائي على أساس حل الدولتين.
وتطرقت اللقاءات إلى دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وأهمية دعمها وتمكينها للاستمرار في تقديم خدماتها التعليمية والصحية والإغاثية للاجئين.
وتناولت أيضا التطورات المرتبطة بالأزمة السورية، حيث جرى التأكيد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي لها، وأهمية الحفاظ على الاستقرار والتهدئة في منطقة خفض التصعيد جنوب غرب سوريا، والتي تم الاتفاق عليها العام الماضي بين الأردن والولايات المتحدة وروسيا.
كما تم استعراض عدد من القضايا والأزمات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، والجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب، ضمن استراتيجية شمولية.